قوة الجذب الفكري

قوة الجذب الفكري

قوة الجذب الفكري

إن الإنسان يفكر بالعديد من الأفكار في اليوم الواحد، ويقدّر العلماء عددها بحوالي ستين ألف فكرة تمر على رأس الإنسان في اليوم الواحد، من هذه الأفكار ما هو إيجابي، ومنها ما هو سلبي، ولكنّ الأمر الهام في الموضوع والذي لا يعلمه عدد كبير من الناس، هو أنّ الأفكار تتحكم في نوعية الواقع الذي يعيشونه، فإن كانت الأفكار منصبّة على ما هو سلبي باستمرار، فستجد أن واقعهم تعس، ويغلب عليه الكآبة والحزن، أما إن كانت الإيجابية هي السمة الغالبة عليها، فلا ريب أن ما يعيشه الشخص يتمحور حول النجاح بمختلف أشكاله، وسنتناول ذلك بشيء من التفصيل في هذه المقالة من خلال الحديث عمّا يسمّى بقانون الجذب.

محور قانون الجذب

يتمحور هذا القانون حول الأفكار وأثرها في الواقع، ويمكن إجماله بأن ما يفكر به الإنسان يتجلّى في عالمه المادي إذا ما واصل التركيز عليه، ونستنتج ذلك بوضوح من خلال نتائج أحد الدراسات التي كان الغرض منها هو معرفة اتجاه سير الإلكترونات التي تدور في مدارات حول النواة باستخدام أجهزة خاصّة، والعجيب أنّ بعض العلماء قد لاحظوا سيرها مع عقارب الساعة، في حين أنّ بعضهم الآخر قد رآها تسير عكس عقارب الساعة، ليصلوا لاحقاً إلى نتيجة مفادها أنّ العلماء الذين كانوا يحملون اعتقاداً بأنّها تسير عكس عقارب الساعة، قد رأوها هكذا بالفعل، أما من كانوا يحملون الاعتقاد المعاكس بسيرها مع عقارب الساعة، فلاحظوا سيرها بما يتوافق مع فكرتهم، الأمر الذي يمكن تفسيره على أن الأفكار تؤثر على المادة على أرض الواقع، وقد تمّ إجراء العديد من التجارب التي تؤيّد تأثير الأفكار على ما هو مادي.

إنّ أهمّ الأساسيات التي يقوم عليها هذا القانون هو أنّ الشبيه يجذب شبيهه، ولتوضيح ذلك يمكننا القول بأنّ كلّ شيء مكوّن من ذرّات، وأن أصل هذه الذرات هو الطاقة، وقد تبين أنّ الطاقة لها ترددات وذبذبات، وأنّ التردّدات المتشابهة تتجاذب، ولتوضيح ذلك نأخذ مثالاً للتوضيح، إذا فكّر شخص ما بفكرة إيجابيّة، فإنّ هذه الفكرة تجعله يشعر بمشاعر فرح وسعادة، وهذه المشاعر تجعله يحمل ذبذبات وتردّدات معيّنة، تجذب المزيد من الأحداث والمواقف والأمور ذات الترددات المتشابهة، أي تجذب أحداثاً سعيدة، في حين إذا فكر بشيء سلبي فتجعله يشعر بالحزن، ويترتب عليها أن يجذب المزيد من الأحداث التي تحمل نفس الترددات التي يحملها، أي مواقف تعزز عنده الحزن والكآبة، بعد معرفة هذا الأمر لربما تتذكر الآن بعض الأشخاص الذين لاحظت تتابع المشكلات وتواردها عليهم في نفس الفترة الزمنية، وتتساءل أيعقل أن يكون تركيزهم على مشكلة ما هو السبب وراء اجترار المشاكل اللاحقة؟ نعم صحيح، ويمكن إجمال القول هنا، بأنّ ما تركّز عليه يزداد، لذلك دائماً ما ينصح روّاد مجال التنمية البشرية بالتركيز على الهدف المنشود وعدم التركيز على ما يرغب الفرد بالتخلّص منه، ففحوى ما تركز عليه هو ما تجذبه، إن ركزت على الفشل فلَكَ ذلك، وإن ركزت على النجاح فلك ذلك أيضاً.

المقالات المتعلقة بقوة الجذب الفكري