علاج تليف الرئة

علاج تليف الرئة

تعتبر الرئتان من أهم أعضاء جسم الإنسان ؛ لما لهما من أهمية بالغة في عملية التنفس، التي بدونها لا يستطيع الفرد أن يعيش ويمارس روتين الحياة اليومية، وفي الوقت الحاضر، أصبح مرض تليف الرئة شائعاً بين الناس، وخاصة الذين يقطنون المدن الصناعية ؛ لأن هواءها يتلوث بعوادم المصانع، ويستقر رئات الناس، مسبباً لهم ضيق في التنفس .

وكثيراً من الناس لا يعرفون شيئاً عن مرض التليف الرئوي، ولا يدركون كيف يحدث؟ ولا ما هي أعراضه؟ وقد يكونوا مصابين به دون أن يعلموا، ومنهم من يهمل نفسه وصحته إلى أن يتدهور تماماً، على عكس هؤلاء الذين يقومون بزيارة الطبيب عند أقل ألم، وهؤلاء هم الأفضل .

وإن الرئة بحاجة للرعاية والعناية، والمحافظة عليها طيلة الوقت، وهي تتكون من خلايا ليفية، وأنسجة مسؤولة عن إعطاءها الهيكلية اللازمة، بينما تقوم الخلايا الرئوية ببناء حويصلات هوائية، تعمل على توصيل الأكسجين لأجزاء الجسم، وإخراج ثاني أكسيد الكربون منه .

وفي مرض التليف الرئوي، تقوم الخلايا الليفية بالانقسام بشكل غير منتظم وعشوائي، يؤدي إلى فقد الرئة لوظيفتها الأساسية، وهو يسبب التهاب في الخلايا المبطنة للحويصلات الهوائية والشعيرات الدموية، يتطور حتى تقوم الحويصلات الهوائية بالتحطم ؛ مما يؤدي إلى نقص مزمن في مستوى الأكسجين بالدم، يؤدي إلى مضاعفات خطرة .

ويشكو المصاب بالتليف الرئوي من الاجهاد السريع، وضيق النفس المستمر، مع سعال جاف، ونقص في الوزن، وضعف عام في صحة الجسم، بحيث يشعر المريض بعدم قدرته على ممارسة حياته اليومية، وثقل في صدره، ويصاب المدخنون بالتليف الرئوي أكثر من غيرهم، وأسباب التليف غير معروفة عند المرضى متوسطي العمر، وهو نادراً ما يصيب فئة الشباب .

وفي حال شكا المصاب من أي الأعراض السابقة، عليه التوجه للطبيب فوراً، والذي سوف يقوم بدوره بالفحص الروتيني من خلال كشف الدم العام، ونسبة الاكسجين فيه، وإجراء اختبارات تصوير شعاعي للرئة كالتصوير المقطعي، واختبارات الجهد والرئة، التي تقيس مدى صحتها، وفي بعض الأحيان، يلجأ الطبيب لأخذ خزعة من الرئة، بعد وضع المريض تحت التخدير الكامل، ويفحص العينة من الرئة ؛ للتأكد من وجود التليف أو عدمه.

وبعد أخذ الخزعة وإجراء الفحوصات التامة، يحدد الطبيب المختص العلاج المناسب وطريقة تناوله، وغالباً ما يكون أدوية وعلاج كيماوي، والعلاج عبارة عن مشتقات الكورتيزون والأدوية الكيميائية المضادة للالتهابات، وفي حال كان يعاني المريض من نقص بالأكسجين، يتابع منزلياً بتركيب أنبوب أكسجين له في حجرة نومه الخاصة، وفي الحالات الشديدة والخطرة التي لا تستجيب للعلاج، يقوم الطبيب بزراعة الرئة للمريض، ولو كانت الرئتان تالفتين يقوم بزراعة اثنتين، والذي يحدد الزراعة عمر المريض، ومدى خطورة حالته، وحاجتها للزرع .

ويبقى للإنسان أن يعتني بنفسه، بعيداً عن التدخين والمصانع وعوادم السيارات، وكل ما يلوث الهواء الذي تمتلئ به رئتيه، فهما أساس الصحة، والصحة أساس الحياة .

 

المقالات المتعلقة بعلاج تليف الرئة