الإقناع هو ممارسة التأثير على آراء الآخرين وأفكارهم حتى يتبنوا وجهة نظر الشخص الذي مارس الإقناع، ويوافقونه الرأي في مسألةٍ ما، ويتطلب النجاح في الإقناع عدة أمور؛ من بينها، معرفة طبيعة الشخص، أو خصائص المجموعة التي يتم التحاور معها من أجل إقناعها وتغيير مسار تفكيرها لصالح الشخص المُقنِع، كما أن طريقة الإقناع تلعب دوراً مُهماً في نجاحه، وفي هذا المقال سوف نُقدم لكم طريقة الإقناع.
تكرار الكلمات في قوالب لغويةٍ مُختلفةٍ تلفت الآخرين، وتجعلهم يُركزون على معاني كل كلمة مُكررة، ويحاولون فهم المغزى منها، وهذه هي بداية الخيط، كأن يقول أحدهم: إن الضرائب لا تؤذي أحداً، بل تقتل دخل الفرد، الضرائب تُعمّق الفجوة الاقتصادية بين أفراد المجتمع، وحول هذا تؤكد بعض الدراسات العلمية، أنّ الشخص إذا استمع للفكرة ست مرات في ذات المدة الزمنية، فإنه سيظل مُحتفِظاً في ذاكرته بتسعين بالمئة من محتواها، حتى بعد مرور شهرٍ تقريباً.
يفشل بعض الأشخاص في إقناع من حولهم، ليس لأنهم لا يملكون الحقيقة أو القول السديد، بل لأن ثقتهم بأنفسهم وبأفكارهم تزعزت عند أول احتدامٍ للنقاش، وهذا ما يُقنع الآخرين أنهم أضعف من أن يحمل شخصٌ مثله الحقيقة، أو يستحق الاقتناع بأفكاره، وفي بعض المُناظرات التي تخص الانتخابات الرئاسية في بلدٍ ما، لم يكن الكثير من المُرشحين الذين فازوا على قدرٍ كبيرٍ من الحقيقة والواقعية، بل فازوا لخطاباتهم الواثقة، والثبات أمام الناخبين مهما بلغت صعوبة المطبات التي حاول المُرشح الآخر إيقاعهم بها.
أسلوب طرح التساؤلات يسترعي انتباه المُتلقي، كما أنه يُثير حفيظة الكثير من الأشخاص المُعاكسين للفكرة، وتجعلهم أكثر استفزازاً تجاه أحقية فكرةٍ ما مثلاً، وغالباً ما يستخدم رجال القانون هذا الأسلوب لإثبات براءة موكليهم، كما يُستخدم هذا الأسلوب للحصول على تأييد الآخرين وتضامنهم؛ كأن يقول محامي شخص متهم بالقتل؛ هل من المعقول أن يُقدِمَ مريضٌ بالسرطان على قتل أحدهم، وهو لا يقوى على تناول حبة دواء!
كأن يُشبه المدير في جلسته الأسبوعية مع موظفيه قدرتهم على الإبداع بقدرة موظفي شركة عالمية معروفة استطاعوا بفضل الجهد المتواصل والمدروس الوصول لعتبات العالمية، مما يُقنعهم بالمحصلة أنهم يمتلكون القدرة على تطوير المؤسسة التي يعملون فيها، والقفز بأرباحها نحو دائرة المُنافسة التجارية.
تُعتبر الأرقام دليلاً قاطعاً غير قابلٍ للشك، كأن يُحاجج أحد النشطاء الاجتماعيين مسؤولاً في وزارة العمل عن نسب البطالة المُتفشية بين الشباب، وذلك بحسب إحصائيةٍ صادرةٍ عن وزارة العمل نفسها، لكن المسؤول قد يغفل عنها.
لا بد من ضبط النفس وعدم الانفعال مهما كان الطرف الآخر مُستفِزاً، إلى جانب إظهار الاحترام لوجهة نظر الآخر، بالتزامن مع جعله ينحاز في نهاية المطاف لوجهة النظر، التي يسعى الآخر لإقناعه بها، كما أن استهزاء أي أحد بوجهة نظر الآخر، تجعله أكثر إصراراً على أفكاره.
تختلف ردود فعل الناس على طرح مسائل وقضايا عديدة؛ فمنهم من يسهُل إقناعه، ومنهم من يحتاج للوقت والجهد والصبر، ومن الضروري ألا يمل الإنسان من المحاولات الأولى، إذا كان فعلاً معنياً بالإقناع، والوصول إلى النتيجة المرغوب بها.
من الضروي أن يتعرف الشخص على الجمهور المتلقي، أو خصمه في النقاش؛ كي يعرف ما الأمور التي تُشكل نقاط قوته، وأين تكمن نقاط ضعفه، ليتم دراستها والتركيز عليها، وابتكار الأساليب التي يستطيع المحاور من خلالها، تفنيد كل ادعاءات الطرف الآخر، وتختصر هذه النقطة العديد من المراحل على الشخص المُقنِع.