يشعر الإنسان في كثيرٍ من الأحياة بفتور في طاقاته وعزائمه بحيث يكون غير قادر على القيام بمهامّ الحياة وأعبائها، وقد لا يكون هناك سبب حقيقي لهذه الحالة، فربّما حصل الإنسان على ما يكفيه من النّوم والرّاحة ولكن وكما أكّد علماء النّفس على مسألة هامة تؤثّر على نفسيّة الإنسان وهي ما يطلق عليه بالطّاقة الإيجابيّة والطّاقة السّلبيّة، فالطّاقة السّلبيّة حينما تحيط بالإنسان فإنّها تؤثّر في حياته تأثيراً كبيراً وتجعله قليل الإنجاز ينظر إلى الأمور والحياة نظرة سوداويّة، بينما ترى الطّاقة الإيجابيّة تشحن الإنسان بوقود التّفائل والمحبّة وكلّ المعاني الجميلة بحيث يقبل على الحياة بكلّ قوّةٍ وعزيمة، ويتساءل النّاس عن الطّرق التي يمكن أن يتّبعها الإنسان حتّى يتخلّص من الطّاقة السّلبيّة التي يشعر بها، ومن هذه الطّرق نذكر:
طرق التخلص من الطاقة السلبية - مصادقة أصحاب الطّاقات الإيجابيّة وملازمتهم، فكم يرى الإنسان ويلتقي في حياته أناساً سلبيّين يشعر وهو يجلس معهم بالانزعاج الشّديد عندما يتحدّثون ويطرحون المواضيع المختلفة، وإنّ الانزعاج منهم يكون بسبب الحالة التّشاؤميّة التي ينظرون فيها إلى الحياة والنّاس والأحداث، وإنّ هذه الحالة التي تصيب المرء من مخالطته ومجالسته السّلبيّين من النّاس هي التي تسبّب حدوث الطّاقة السّلبيّة في النّفس، بينما ترى النّاس الإيجابيّين يبثّون في نفس الإنسان طاقة إيجابيّة عجيبة بسبب ما يحملونه من مشاعر إيجابيّة محبّة للحياة والنّاس وبسبب ما يتّسمون به من النّظرة التّفاؤلية اتجاه الأحداث.
- أن يسعى الإنسان إلى دخول عوالم افتراضية يستشعر فيها كلّ معاني الإيجابيّة في علاقاته مع النّاس ونظرته إلى الحياه، وأن يسعى لأن يمرّن نفسه على التّفكير الإيجابي في كلّ شيء والبعد عن التّفكير السّلبي، فيفترض نفسه موجوداً مثلاً في بيئة كلّها إيجابيّة بحيث يتفاعل مع النّاس بروح المودّة والمحبّة والتّسامح وأن يتخيّل نفسه في مواقف تدلّ على الإيجابيّة في الحياة مثل مساعدة النّاس والمحتاجين والسّعي في قضاء حوائجهم.
- البعد عن التّذمر والشّكوى والنّقد، فالإنسان السّلبي كثيراً ما تراه ينقد الآخرين ويتذمّر من الحياة ومسؤوليّاتها وهمومها بحيث يصوّرها أنّها شغله الشّاغل وهمّه القاتل، والحل هنا يكمن في البعد عن تلك المفردات التي تبث السّلبيّة في النّفس والتّركيز على المفردات التي تحفّز النّفس على الإيجابيّة والتّفاؤل.
- الابتعاد عن متابعة ما يؤذي النّفس، فكم نشاهد على شاشات التّلفاز من أخبار تبعث الطّاقة السّلبيّة في نوفوسنا بما تبثّه من صورٍ مؤلمة ومروّعة لضحايا أبرياء هنا وهناك، والحلّ هنا يكمن في التّقليل من مشاهدة تلك الصّور مع مراعاة مسألة الإحساس بقضايا المسلمين والشّعور بهمّهم وآلامهم.