لم يعرف التاريخ شخصية أكمل من شخصية رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فقد جمع هذا النبي العظيم كافة الصفات الحسنة سواء كانت خَلقية أم خُلُقية، وبسبب جمال شخصيته، وإنسانيته العظيمة، وعقله الراجح، وقوة منطقه وحجته، فقد تعلق به كل من رآه، وكل من لم يره.
صار الناس يذكرونه باستمرار، فنجد أن الله تعالى أعلى ذكره في العالمين؛ ذلك أن اسم محمد هو الاسم الأوسع انتشاراً في العالم، وهو الاسم الأكثر ترداداً على الألسنة. وفيما يلي استعراض لأبرز صفات رسول الله الخَلقية والخُلُقية، مع العلم أن مكتبة تحتوي ملايين الكتب لن تفي هذا الإنسان حقه، فهو أجل، وأعظم، وأرفع منزلة من أن يستطيع شخص عادي بسيط مهما علت رتبته أن يضيف إليه شيئاً، أو أن ينتقص من قدره حاشاه شيئاً.
صفات النبي صلى الله عليه وسلمهنا سنذكر أبرز صفاته الخلقية والخلقية كما يلي:
صفاته الخَلقيَّةلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم شخصاً طويلاً، ولم يكن قصيراً أيضاً، فكان بين هذا وذاك. وكان رسول الله أزهر ( أبيض مستنير مشرق )، مستدير الوجه، وضخم اليدين، وبعيداً ما بين المنكبين، وقليل لحم العقب، وواسع الفم، إذا سُرَّ وابتسم كأنَّ وجهه القمر. وكان شعره ما بين المسترسل، والأجعد، وفي بياض عينيه بعض حمرة، وعلى كتفه الشريف خاتم النبوة.
صفاته الخُلُقيَّةجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شخصيته الكريمة مكارم الأخلاق، فقد كان يلقب قبل الإسلام بالصادق الأمين لشدة ما كان يتحلى بهاتين الصفتين الحميدتين. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد التواضع؛ فكان يأكل مع الناس ومن أكل الناس، وكان يمازح الطفل، والكبير، والشاب، والخادم، ويتعامل مع الجميع برحمة.
كما كان يحسن معاملة زوجاته، وبناته، وأحفاده، وكان صلى الله عليه وسلم شديد الحياء من الله، لا يحب أن يرد شخصاً قصده في حاجة وخالي الوفاض، وكان وفياً للأموات قبل الأحياء، وواسع الصدر، وحليماً، ويتحمل الأذى، ويشفق على من آذاه، ويرجو الخير لكل الناس، ويقبل اعتذار المسيء.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد التفاؤل والاستبشار بكل ما هو آتٍ، حتى في أحلك الأوقات وأشدها صعوبة؛ فقد كان يعطي صحابته الكرام جرعات كبيرة من الأمل، حتى تحققت نبوءاته كلها، ولا زالت تتحقق إلى يومنا هذا.
كان رسول الله ينزل الناس منازلهم، وقد ورَّث هذه الصفة الكريمة لصحابته الكرام، خاصة الخلفاء الراشدين الذين جاؤوا من بعده، كما كان يتمتع بقدر عالٍ من الأدب، وكان جواداً، وكريماً، ومعطاءاً، فإذا ما نزل الجوع بالناس كان هو أشدهم جوعاً.
أما في المعارك التي خاضها، فقد كان الرسول الأعظم، رحيماً بأعدائه، وشجاعاً، ومقداماً، لدرجة كان الصحابة رضوان الله عليهم يلوذون به إذا ما حمي الوطيس، وكان مخططاً بارعاً، وعالماً بالخطط العسكرية، وعالماً أيضاً بطريقة تسييس أمور الرعية، وذا حنكة، وبصيرة، وبعد نظر، عالماً بالرجال، يعرف كيف يتصرف حتى في أصعب الأوقات، قائد دولة من الصف الأول. باختصار كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرآناً يمشي على الأرض.
المقالات المتعلقة بصفات النبي