النبي محمد بعث الله سبحانه وتعالى نبيّه محمّد عليه الصّلاة والسّلام ليكون للعالمين رسولاً ونبياً، وقد اختاره الله من بين خلقه واصطفاه لحمل أمانة الرّسالة وتبليغ الدّعوة، وقد استحق النّبي الكريم هذه المكانة بما حباه الله من الأخلاق الكريمة والجبلّة الطّاهرة حتّى وصفه الله سبحانه في كتابه العزيز بصاحب الخلق العظيم، قال تعالى (وإنّك لعلى خلقٍ عظيم ).
كما كانت السّيدة عائشة رضي الله عنها تحدّث من يأتيها يستفهم عن خلق النّبي بقولها: كان خلقه القرآن، ومعنى أن يكون خلقه القرآن أنّه تمسّك بأحكامٍ وتوجيهات ربّانيّة وأخلاق وحولها إلى واقع عملي في حياته الشّريفه، حتّى لكأنّما كان قرآناً يمشي على الأرض في صورة إنسان.
جعلته أخلاقه الكريمة من أحبّ النّاس إلى نفوس صحابته، حتّى كان يفتدونه بأنفسهم وأعزّ ما لديهم ولا تقرّ أعينهم إلا برؤيته، ولا تسكن جوارحهم إلا بلقائه والحديث معه، فما هي أبرز صفات النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام ؟
صفات النبي محمد
- كان النّبي عليه الصّلاة والسّلام لين العريكة، سهل الجانب، متسامحاً إلى أبعد الحدود سواء كان ذلك في تعامله مع المسلمين أو مع غيرهم، ومن الأمثلة على ذلك تعامله مع خادمه الذي خدمه عشر سنوات، وهو الصّحابي أنس بن مالك، حيث لم يحاسبه يوماً أو يعاتبه أو يأمره أو ينهاه، بل كان تعامله معه مثالاً في الرّقي والأخلاق الكريمة.
- العفو عمن أساء إليه والصّفح الجميل، فعلى الرّغم من أنّ نبي الله عليه الصّلاة والسّلام كان يعرف مكانته عند الله جل وعلا، ويدرك أنّه سيّد بني آدم وأفضل الخلق، إلاّ أنّ ذلك لم يجعله يتعالى على الخلق ويستكبر، بل كان مثالاً في التّواضع الجمّ والعفو عن المسيء، فقد جاءه الأعرابي مرّةً يستقضي ديناً له في غير موعد سداده، وقد جذب هذا الأعرابي رسول الله حتّى بدا ذلك أثراً في عاتقه، وقد قابل رسول الله تلك المعاملة بالخلق الحسن الرّفيع ناهياً صحابته أن يردّوا على الأعرابي إساءته دفاعاً عنه.
- أدب الحديث، فقد كان النّبي عليه الصّلاة والسّلام راقياً في حديثه ينتقي أجمل العبارات حتّى عندما كان يريد الإشارة إلى سلوكٍ خاطىء يفعله أحد الصّحابة، بحيث كان يختار أسلوب الكلام الذي لا يجرح المشاعر أو يفضح الشّخوص، ومن الأمثلة على ذلك قوله، (ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا )، كما كان يحرص على توزيع النّظرات في أثناء حديثه إلى جميع مجالسيه، بحيث يشعر كلّ واحدٍ منهم أنّ رسول الله قد نظر إليه أكثر من غيره.