أسباب الهجرة النبوية

• ١ الهجرة النبويّة
• ٢ الهجرة النّبويّة مقدّمة للتمكين
• ٣ الإذن للمسلمين بالقتال
• ٤ الهجرة النّبويّة تحقّق عالميّة الرّسالة

اجتمع أمير المؤمنين سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه مع المسلمين ليتباحثوا في مسألة التّأريخ وبأيّ مناسبة يكون، وقد طرحت الأفكار من قبل الصّحابة ليستقر الأمر أن يكون التّأريخ في يوم الهجرة النّبويّة الشّريفة، وإنّ ذلك ليدلّ دلالةً واضحة على أهميّة تلك المناسبة وأهميّة هذا المنعطف في تاريخ الدّعوة الإسلاميّة، فما هي أسباب تلك الهجرة النّبويّة؟ وما الذي دعى إليها؟

مكث النّبي عليه الصّلاة والسّلام في مكّة المكرّمة ثلاث عشرة سنة يدعو إلى دين الله تعالى ويتعرّض للقبائل التي تفد إلى مكّة في مواسم الحج يعرّفها بالإسلام، وفي هذه الفترة من فترات الدّعوة الإسلاميّة كان النّبي والمسلمون يركّزون على الجانب الدّعوي والعقدي من الرّسالة، وقد تحمّلوا في سبيل ذلك الكثير من الأذى الذي لاقوه من قبل كفّار وصناديد قريش، وقد تمكّن هذا الدّين من قلوب الكثيرين.

على الرّغم من إيمان عددٍ من الرّجال الأشدّاء بهذا الدّين أمثال الصّحابيين الجليلين حمزة بن عبد المطّلب عمّ النّبي، وعمر بن الخطّاب رضي الله عنه إلاّ أنّ مرحلة التّمكين الكامل لم تأت؛ حيث استمرّ عدوان الكفّار على المسلمين وأذاهم لأنّ السّلطة بيدهم في مكّة المكرّمة، لذلك جاء الأمر الإلهي للنّبي عليه الصّلاة والسّلام بالهجرة إلى المدينة المنوّرة للانتقال إلى مرحلة التّمكين؛ حيث يتخلّص المسلمون من الأذى الذي يُعطّل مسيرة حياتهم ودعوتهم، وقد كانت الهجرة النّبويّة فاتحة تأسيس الدّولة الإسلاميّة الأولى، كما أخذت الرّسالة منعطفًا آخر يركّز إلى جانب الدّعوة والعقيدة على المعاملات وعلاقات المسلمين مع بعضهم البعض ومع غيرهم من أصحاب الدّيانات.

في الفترة المكّيّة للدّعوة الإسلاميّة لم يؤذن للنّبي عليه الصّلاة والسّلام والمسلمين بقتال الكفّار وردّ أذاهم، ولكن وبعد الهجرة النّبويّة الشّريفة وانتقال المسلمين إلى المدينة المنوّرة أذن الله تعالى لهم بالقتال لتأسيس مرحلة جديدة في تاريخ المسلمين مبنيّة على الإعداد والقوّة وبناء الهيبة في نفوس الأعداء؛ حيث انطلقت من المدينة السّرايا وتأسّست لأوّل مرّة نواة الجيش الإسلامي الذي سيناط به مهمّة الدّفاع عن حمى المسلمين.

كما كان من أسباب الهجرة النّبويّة الشّريفة عالميّة الدّعوة الإسلاميّة وشموليّة رسالتها للبشر أجمعين؛ ففي مكّة المكرّمة اقتصرت الدّعوة الإسلاميّة على قريش وبالتّالي استدعى ذلك الهجرة إلى المدينة حتّى تتحقّق عالميّة الرّسالة، ففي المدينة المنوّرة تمكّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام من استقبال الوفود التي أتت من أنحاء الجزيرة العربيّة بينما لم يكن ذلك متاحًا من قبل في مكّة المكرّمة.