إنّ النذر هو عبادة قديمة كانت منذ أيام الجاهلية واستمرت بعد مجيء الإسلام، والنذر لغة كلمة مشتقة من الفعل الثلاثي نذر أي أوجب، فالنذر يعني أن يوجب الإنسان المكلّف البالغ العاقل على نفسه ما هو غير واجب عند حدوث أمر ما يتمناه، وبمعنى آخر هو شيء تملكه بين يديك، ثمّ تقدمه هبةً للفقراء، أو لبناء مسجد، أو مدرسة، أو مستشفى شكراً لله على تمام أمر معين.
ذبيحة النذرذبيحة النذر تعني أن يُقسم المرء بالله سبحانه وتعالى بأن يقدم ذبيحة للفقراء، واليتامى، والمساكين بعد تمام شيء ما، مثل: قدوم مولود، أو الحصول على وظيفة، أو شفاء فرد من مرض ما.
شروط ذبيحة النذرذكر الله سبحانه وتعالى النذور في كتابه العزيز حيث قال: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ ۗ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) [البقرة: 270]، فيما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه إلا بعد حدوث المُراد قائلاً: (لا تَنذِرُوا فإنَّ النَّذْرَ لا يَردُّ عنِ القدَرِ شيئًا وإنَّما يُستخرَجُ بهِ من البخيلِ) [صحيح]، ومعنى ذلك أنّ النذر يجب على الإنسان حصل مراده أم لم يحصل، لذلك فهو غير مستحب؛ لأنّ عدم الوفاء به جرّاء عدم حصول المُنى إنما هو سخط على قضاء الله وقدره وفيه إثم.
يجب على المرء أن ينذر على نفسه أمراً صحيحاً ليس مخالفاً للشرع ولا للعرف، فمثلاً لا يجوز أن ينذر المرء على نفسه شرب الخمر إذا أُصيب والده بمكروه على سبيل المثال، فالنذر لا يمنع القدر، وهو بالأول والآخر عبادة لا يجوز للمرء أن يحوّلها إلى معصية، ولا يجوز تعليقها على شرط.
المقالات المتعلقة بشروط ذبيحة النذر