تعد محبة الله من أعظم مقامات العبادة، لأنها ترغب المؤمن في الإقبال على الله، والعناء في سبيل الفوز بجنته، فقال تعالى في وصف المؤمنين: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ)[ المائدة: 54]، فبمحبة الله يذوق العبد حلاوة الإيمان.
مظاهر حب الله تعالىمحبة الله هي إيثار محبته على ما سواه عن طريق الالتزام بكل ما أمر به، والابتعاد عن كل ما يغضبه، واجتناب ما نهى عنه، واتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في كل سلوك، ومن شروط المحبة لله تعالى اتباع الشرع والإحسان في العمل، حيث لا تصح المحبة، ولا تقبل الدعوة إلا بما يوافقها من العمل الصحيح، وإن أعظم ما يمتحن به العبد في باب المحبة لله ما كان يألفه من دواعي النفس، حيث إنّ النفس أمارة بالسوء، فإن تمّ تقديمها على محبة الله تعود عليه بالخسارة، بينما إن قدّم محبة الله عليها، واعتزلها، فقد كان من أهل الفلاح، فمثلاً شارب الخمر يمتحن بترك الخمر، والزاني يمتحن بترك الزنا، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّه إذا نال العبد محبّة الله سدّد الله بصره، وسمعه، ورجله، ويده، وصانه عن الرذائل، وإذا أحبّ الله عبداً من عباده حماه من فتنة الدنيا.
مراتب المؤمنين في المحبةالمقالات المتعلقة بحب الله تعالى