محمد صلى الله عليه وسلم المكنى بأبي القاسم، خاتم الأنبياء والمرسلين، أرسله الله رحمة للعالمين، وهو ابن عبد الله بن عبد المطلّب، وأمّه هي آمنة بنت وهب، عاش في مكة المكرمة وهو من قبيلة قريش، عمل برعيِ الأغنام ثمّ بالتجارة للسيدة خديجة بنت خويلد، ثمّ تزوّج منها بعد أن أعجبت بأمانته وإخلاصه وصدقه في العمل.
أنجب الرسول صلّى الله عليه وسلّم أربع بنات هنّ: رقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وزينب، وله ثلاثة أبناء توفّوا جميعاً هم: إبراهيم، وعبد الله، والقاسم؛ وهو أشرف الخلق وأحسنهم، وقد دعا إلى عبادة الله وحده لا شريك له، لكن قومه لم يؤمنوا به وحاربوه وأذوه إلّا قليلٌ منهم، وقد واجه النبيّ عدّةً من الصعوبات في سبيل نشر الدعوة.
وُلد سيدنا محمد في الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل، ونشأ وترعرع في مكة المكرمة، لكنّه بعد الدعوة وبسبب إيذاء قريش له ولأصحابه، وبعد أن جاءه وحي ربّه هاجر إلى المدينة المنورة، وعاش هناك وأسّس الدولة الإسلامية فيها، وتوفّي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة وذلك في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشر للهجرة، وقد توفّي النبي بعد معاناة مع المرض عن عمر يناهز ثلاثةٍ وستين عاماً؛ حيث توفي في حجرة عائشة رضي الله عنها، وكان ذلك بعد حجة الوداع التي أوصى فيها الرسول المسلمين عدة وصايا، وقد كان لوفاة الرسول صلى الله عليه أثرٌ بالغٌ في نفوس المسلمين، فهذا بلال بن رباح يتوقّف عن رفع الأذان بعد موته.
نزل الوحي على سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم وهو في غار حراء؛ حيث كان الرّسول يجلس هناك بالأيام يتفكّر في خلق الكون؛ حيث جاء الوحي جبريل وقال له اقرأ، فقال له الرّسول ما أنا بقارئ، ثم قال له مرة أخرى اقرأ فقال له الرسول ما أنا بقارئ، فقال له جبريل:"اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ باسم ربك الأكرم الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم".
هرع الرسول إلى السيّدة خديجة بنت خويلد وهو يقول زمليني زمليني؛ حيث طمأنته وهدأت من روعه، ثم ذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل الذي بشره بأنه نبي من الله، وأنّ الذي نزل عليه هو الناموس الأكبر الذي ينزل على جميع الأنبياء والمرسلين، وأخبره بأنّ قومه سيخرجونه من بلده، وأنهم سيؤذوه بسبب دينه، وبعد ذلك بدأ النبي بالدعوة السرية؛ حيث إنّ أول من آمن به من النساء هي السيدة خديجة بنت خويلد.
بعد وفاة محمد اختلف أتباعه على هوية الشخص الذي سيخلفه في الحكم، حيث اجتمع جماعة من المسلمين في سقيفة بني ساعدة فرشح سعد بن عبادة نفسه وأيده في ذلك الأنصار، في حين رشح عمر بن الخطاب أبا بكر مؤكدًا على أحقية المهاجرين في الخلافة. ولقي هذا الترشيح تأييد المسلمين ممن كانوا في السقيفة. في حين تأخرت بيعة من كان من الصحابة بصحبة علي بن أبي طالب والذي كانوا منشغلين بتجهيز جثمان محمد ودفنه، فتأخرت بيعتهم يومًا واحدًا عتبًا على أبي بكر لعدم أخذ المشورة منهم، بينما يرى الشيعة أن عليًا ومن معه قد بايعوا أبا بكر مجبَرين، لما يرونه أن عليًا كان أحق من أبي بكر بالخلافة. نشأ من تلك الحادثة الخلاف التاريخي بين طائفتي السنة والشيعة.
بعد استقرار الأمر لأبي بكر في المدينة، عمل على حماية المدينة ومحاربة بعض القبائل التي ارتدت عن الإسلام ومنعت الزكاة، وبعض ممن اعتبرهم المسلمون مدعي النبوة، فيما عرف تاريخيًا بحروب الردّة، مثل معركة اليمامة لقتال بني حنيفة والذي ادّعى فيهم مسيلمة بن حبيب النبوة. كما أرسل أبو بكر جيش أسامة بن زيد لمحاربة الروم رغم اعتراض البعض لصغر سن قائدها ولانتشار الردة في بعض الصفوف. ثم سار أسامة فكان لا يمرّ بقبيلة انتشر فيها الارتداد إلا أرجعها إلى الإسلام. ولما وصل أسامة إلى بلاد الروم قاتلوهم وانتصر المسلمون. كما عمل أبو بكر على توسيع نفوذ الدولة بإرسال قوات عسكرية إلى مختلف المناطق