وسائل حل المنازعات أضحى التوصل إلى الوسائل والطرق البديلة لفض النزاعات والخلافات والمشاكل ضرورة حتمية لا يمكن الاستغناء عنها، وذلك بهدف الحفاظ على الاستقرار في كافة العلاقات سواء تلك التي تربط ما بين الأشخاص والجماعات داخل المجتمع الواحد، أو تلك التي تربط ما بين الدول على الصعيد العالمي، وفيما يتعلق بكافة مناحي الحياة سواء الاقتصاديّة أم الاجتماعيّة أم العسكريّة أم السياسيّة وغيرها، حيث تم التوصل للعديد من السبل التي من شأنها أن تخفف من حدة التوتر في المواقف المختلفة، وذلك تحسّباً من تفاقمها ووصولها إلى درجات لا يمكن ضبطها والسيطرة عليها والتحكم بها، بما في ذلك الخلافات الدولية التي قد تصل ببعض أطراف النزاع إلى الحروب والنزاعات الدمويّة التي تودي بعدد كبير من الأرواح المدنية البريئة.
تُعرف الطُرق والوسائل البديلة لفض النزاعات أو المنازعات أو كما تسمى علميّاً Alternative Dispute Resolution، وتُختصر في ADR، بأنها مجموعة الآليات التي تستعين بها الأطراف المتنازعة والمختلفة مع بعضها البعض، بدلاً من اللجوء للعنف أو للقضاء، وذلك بهدف التوصل إلى حلول عملية ومنطقية وحضارية للتخلص من الخلاف وحله.
الوسائل البديلة لحل المنازعات - نظام التحكيم لحل النزاعات، لقد سعت هيئة الأمم المتحدة إلى توحيد القواعد الخاصة بالتحكيم وفض المشاكل الدولية والمحلية، ونتج عن ذلك ما يسمى بقواعد اليونسترال وكذلك القانون النموذجي الدولي للتحكيم التجاري والذي يُختصر بMODEL LAW، وظهر آنذاك ما يسمى بالهيئات والمراكز الدولية الخاصة بالتحكيم، وضمّنت أغلب دول العالم أحكام التحكيم في قوانينها وتشريعاتها الوطنية مما ساهم في تطبيقها على نطاق واسع، ويُعرف التحكيم على أنه وجود حكم عادل ومنصف يحكم بين الأطراف المتخاصمة، ويساهم في فض النزاع بينهم.
- الوساطة الاتفاقية كبديل عن العنف، وهي أحد الأساليب التي تلتقي من خلالها الأطراف المتخاصمة مع بعضها البعض في ظل وجود طرف ثالث وسيط بينهما بهدف حل الخلاف سلميّاً، والتوصل إلى حل يرضى بشكل نسبي جميع الأطراف، ويسمى هذا الطرف باسم الوسيط ويجب أن يكون حسن النوايا وموضوعيّاً أو حياديّاً غير متحيز، للتمكن من الوصول إلى نتائج عادلة قدر الإمكان.
- نظام الصُلح بين الأطراف المتنازعة كحل سلمي وعملي للمشكلات، ويُعرف الصلح هنا على أنّه كل محاولة في سبيل إيجاد طرق وسبل للحوار بين تلك الأطراف، والتقليل من حدة النزاع بهدف التوصل إلى حلول جذريّة للمشكلة ويكون هناك وسيط حياديّ يشكل أساساً للصلح والتفاهم على أساس الصدق والموضوعيّة.