شرع الله سبحانه وتعالى الزّواج بين الجنسيْن لتحقيق أهدافٍ ومعانٍ سامية في الحياة، فالنّسل البشريّ لا يمكنُ أن يستمرّ دون أن تكون تلك العلاقة المقدّسة، كما أنّ الحاجات النّفسيّة من مودّة ورحمةٍ وسكينة لا يمكن تحقيقها إلاّ بوجود الزّواج الشّرعي بين الذّكر والأنثى، وعلى كتاب الله تعالى وسنّة نبيّه الكريم.
عندما جاءت الشّريعة الإسلاميّة أكّدت على الصّورة المشروعة المقبولة للزّواج من بين صورٍ كثيرة في الجاهليّة، وهي صورة الزّواج الذي يكون فيه الإيجاب والقَبول، وشهادة الشّهود، ورضا وليّ الأمر وإذنه، ثمّ ظهرت أشكالٌ أخرى للزّواج ،منها: زواج المتعة على عهد الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام-، وزواج المسيار في عهدنا الحاضر. سنتحدّث في هذ المقال عن زواج المتعة وزواج المسيار، والفرقِ بينهما.
زواج المتعةيُعرّف زواج المتعة بأنّه صورةٌ من صور الزّواج التي عرفها المسلمون في عهد النبي -عليه الصّلاة والسّلام-، حيث يقوم الرّجل بالتّقدم للزّواج من المرأة مقابل الاستمتاع بها إلى أجلٍ معين ومدّة مؤقتة، وقد أحلّ النّبي الكريم زواج المتعة في ظروفٍ خاصّة، ثمّ حرّمه في عام الفتح أو يوم خيبر، والقائلون بأنّه حُرّم يوم خيبر يرون أنّه أحِلّ مرّةً ثانية يوم الفتح ثمّ حرم، حتّى قال الشافعي أنّه لا يوجد أمرٌ في الإسلام أحِلّ ثمّ حُرّم ثمّ أحِلّ ثمّ حرّم إلاّ نكاحُ المتعة.
زواج المسيارهو شكلٌ من أشكال الزّواج التي عرفها النّاس حديثاً، حيث يتقدّم الإنسان للزّواج من الفتاة بإذن وليّها، وبتحقّق جميع أركان الزّواج وشروطه المعتبرة شرعاً، إلاّ أنّ في هذا الزّواج لا تشترطُ المرأة الحصول على النّفقة أو السكن والمبيت، وإنّما يلتقي بها زوجُها في بيتها الخاصّ أو بيت أهلها وفق ما يُتّفق عليه بينهما.
الفرق بين زواج المتعة والمسيارويتّضح من كلا التّعريفين أنّ الفرق بينهما يكمنُ فيما يلي:
المقالات المتعلقة بالفرق بين زواج المتعة والمسيار