وسائل محاربة الأمية

تعرَّف الأمية على أنّها عدم امتلاك القدرة على الكتابة، والقراءة، مهما كانت اللغة، وهي واحدة من المشكلات العظيمة التي تواجه الأمم الراغبة بالنهوض، وإحداث تطوّرٍ حقيقيّ لديها، فالقراءة والكتابة هما حجرا الأساس للنهضة، وامتلاك القوّة العلميّة التي تؤهل لإحداث التطورات المنشودة.

ساهمت العديد من العوامل المختلفة في ازدياد معدلات الأمية؛ ومن أبرز هذه العوامل: انتشار الفقر، والجهل بين الناس، وسيطرة أنماط الحياة البدائيّة على أعدادٍ كبيرةٍ منهم، إلى جانب وجود عدد من العادات والتقاليد السيئة التي تحرم بعض الفئات في المجتمع من حقّها في التعليم، هذا عدا عن عدم وجود اهتمامٍ حقيقيٍّ لدى الآباء بتعليم أبنائهم، وانتشار الحروب في العالم كانتشار النار في الهشيم، كلّ هذه العوامل وغيرها أسهمت في ازدياد وارتفاع معدلات الأمية. وقد تنبه العالم إلى أهميّة القضاء على هذا المرض الخطير الذي يفتك بالأمم، فأوجد الوسائل الناجحة لتعليم غير المتعلمين، ولوقاية الأجيال القادمة من مرض الأميّة، وفيما يلي بعض أبرز الوسائل لمحاربة الأمية.

• وجود نية حقيقيّة لدى الدولة ومؤسّساتها المختلفة للحدّ من ظاهرة الأميّة الخطيرة؛ فمتى ما وُجدت هذه النية استطاعت الدولة أن تحقّق ذلك بفضل سلطتها، وقدرتها العالية على التأثير في الناس. كما يجب سنّ القوانين الصارمة التي تحمي الأطفال المتسربين من المدارس لغاية العمل وكسب المال، والعمل على تطبيق هذه القوانين مهما كانت العقبات، والعواقب.
• الإعلاء من شأن التعليم في قلوب الناس، واستغلال كافّة الوسائل الممكنة لتحقيق ذلك، وعلى رأسها: وسائل الإعلام، والحملات التوعويّة، وغيرهما.
• حثّ المتعلمين القادرين على تعليم غيرهم على أهميّة القيام بالمبادرات الفرديّة التي تُعين على التقليل من نسبة الأميّة.
• إيجاد المراكز المتخصّصة بمحو الأميّة، وتوزيعها في كافة الأماكن؛ وعدم جعلها متركزة في المدن الرئيسيّة فقط؛ فالأميون نسبة كبيرة منهم يعانون من فقرٍ شديد، لذا فهم غير قادرين على التنقل لمسافات بعيدة بشكلٍ مستمر.
• العمل على مكافحة الأميّة الجديدة، والمتمثلة في عدم القدرة على استعمال الوسائل التقنيّة الحديثة، وعلى رأسها جهاز الحاسوب، وذلك من خلال إدخال المواد الدراسيّة التي تعالج هذه المشكلة إلى المناهج الدراسيّة ومنذ المراحل العمريّة الأولى للإنسان، إلى جانب نشر العديد من المراكز التي تتيح للناس التفاعل مع هذه الوسائل، وتعلّمها بالشكل الأمثل. وغير ذلك من الوسائل المتعددة.
• تحسين أوضاع الناس الاقتصاديّة، والعمل على مكافحة العادات والتقاليد السيئة، وتحسين أنماط الناس المعيشيّة، ونشر الأمن، والسلام بين الناس؛ فكلّ هذه الأمور تساعد بشكلٍ كبيرٍ على تطوّر المجتمعات، وإحداث رغبةٍ حقيقيّةٍ لديها بالنهضة، الأمر الذي يخلق الدافع الذاتيّ لدى الناس بأهميّة مكافحة الأميّة بكافّة أنواعها، وأشكالها.