تنتشرُ الأمراض النفسيّة منتشرةً بشكلٍ كبيرٍ بين الناس مع تطوّر الحياة، وازدياد الضغوطات النفسيّة على الإنسان، فالحياة القديمة كانت أبسطَ الضغوطات أقلّ مما هي عليه الآن، وقد كان للإنسان متسعٌ من الوقت للراحة والاسترخاء وتفريغ الشحنات السلبية التي قد تتراكمُ داخلَه، كما أنّ الطبيعة شكّلت له سابقاً مصدرَ أمانٍ وهدوء.
لكنْ مع تطوّر التكنولوجيا أصبح حجمُ العبء الذي يتحمّله الإنسان يفوق طاقته، ويستهلك منه وقته في سبيل تأمين متطلبات الحياة المتزايدة، فأثرت كلّ هذه الظروف على نفسيته بشكلٍ سلبيّ، وأصبحت العيادات النفسية مليئةً بالمرضى الذين يختلفون في نسبة سوء حالتهم النفسية، فمنها البسيط، ومنها الشديد الذي يحتاجُ إلى الكثير من العلاج.
من الأمراض التي يمكن أن تُدرج تحت مسمّى الأمراض النفسية الاكتئابُ والقلق، فهما مرضان منفصلان، ويختلفان عن بعضهما البعض، ولكن هناك علاقة ما بينهما، فما الفرق بينهما.
الفرق بين الاكتئاب والقلقالاكتئاب هو عبارة عن الشعور بالحزن وفقدان الرغبة في الفرح والاستمتاع بالحياة، وقد تمّ التوصّل من خلال الدراسات الحديثة إلى أن الاكتئاب يحدث بسبب عدم وجود توازن في المواد الكيميائية الموجودة في المخّ وفي الجسم كاملاً، كما أنه يؤثر في جهاز المناعة، مما يسبب الأمراض المختلفة، مثل أمراض القلب.
من أعراض الاكتئاب كما هو معروفٌ الشعور العميق بالفراغ والحزن، ويرافقه في بعض الحالات الشعورُ بآلام جسديةٍ مثل الآلام في الظهر والشعور بالإرهاق الشديد، وأخرى معنويّة مثل: العصبية الشديدة، والتوتر، وفقدان الرغبة في تناول الطعام، أو الإفراط في تناول الطعام، وفي الحالات المتقدّمة فإن الشخص يصاب بالعزلة، والابتعاد عن الاختلاط بالناس، والنوم الزائد، وقد تصل الأمور به إلى محاولة الانتحار.
أمّا القلق فهو عبارة عن شعورٍ بالخوف الزائد من المستقبل وحول أمورٍ عاديةٍ في الحياة، بحيث يكون هذا القلق زائداً لدرجة أنه يعيق مسير الحياة الطبيعية، ويسبّب الكثير من التوتر للشخص، ويمكن أن تظهر على الشخص بعض الأعراض مثل الرعب الشديد، وكثرة الأفكار الوسواسية، وخفقان في القلب، وشعور بضيق في التنفس، وكتمة في الصدر، وتنميلٌ في اليدين، وشدّ عضليّ، وصداع، وتعرّق اليدين، والارتباك، وصعوبة التركيز، وعدم القدرة على النوم.
طرق علاج الاكتئاب والقلقلعلاج القلق والاكتئاب المرضيّ شقّان متلازمان، وهما العلاج النفسي والعلاج بالأدوية، فتتمّ في العلاج النفسي محاولةُ الاستماع للشخص المصاب والإصغاء له لتركه يُخرِج ما في قلبه وعقله من مخاوِفَ وأفكارٍ، كما أنّ الاستماع للقرآن وتعميق الإيمان بالله تعالى يزيد من الراحة النفسية، والتوكل عليه عزّ وجل في الحياة.
بينما يكمن العلاج الطبيّ في الأدوية المضادة للاكتئاب، والفيتامينات، والمعادنِ التي تقوّي الجسدَ، وتساعدُه على مقاومةِ التّعب والإرهاق.
المقالات المتعلقة بالفرق بين القلق والاكتئاب