المعرفة والعِلم خلق الله تعالى الإنسان بمستوىً معين من المعرفة والعِلم، على الرغم من هذا القدر الضئيل من المعرفة إلّا أنّ الإنسان يُعتبر مميزاً عن بقية الكائنات الحية بعقله، فمن خلال عقله يستطيع تخطي الكثير من الحواجز والمسافات وتحقيق النتائج الجيدة بما ينفعه في الدنيا والآخرة، فالعِلم هو موروث الأنبياء، وأول كلمةٍ نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي كلمة اقرأ للدلالة على أهميّة القراءة والكتابة وتعلّم العلوم المختلفة، كما أنه صلى الله عليه وسلم عندما أسر بعض المشركين في فتح مكة وافق على إطلاق صراحهم مقابل أن يُعلِّم كل واحدٍ منهم عشرةً من المسلمين القراءة والكتابة.
الفرق بين العالِم والجاهل هناك فرقٌ واضحٌ بين الجاهل والعالِم ولا يستويان أبداً، ولا نقصد هنا العالِم في تخصص العلوم والتجارب وإنما كل شخص يمتلك المعرفة، سواء كانت دينيةً أو علميةً أو أدبيةً فكل واحدٍ منهم يُعتبر عالِماً في مجاله، ولكن من التميّز امتلاك المعرفة في جميع المجالات، ومن الفروقات بين العلِم والجاهل:
- معرفة العالِم للجاهل ومدّعين المعرفة لأنّه في يومٍ من الأيام كان جاهلاً، بينما الجاهل لا يمكن له معرفة العالِم وحدود معرفته لأنه لم يجرِّب أبداً أن يكون عالماً، والخبرات التي يحصل عليها هذا الجاهل تكون من خلال تجاربه في الحياة واعتماداً على مستوى المعرفة القليلة التي لديه، بينما العالِم يستطيع الوصول إلى النتائج من خلال تجاربه المترافقة مع معرفته والمدعومة بعلمه.
- تفضّل العالِم على الجاهل بعلمه الذي يستفيد منه في خدمة دينه ووطنه، فالله تعالى يفضِّل العالِم بأمور دينه على كثير من العُبّاد، فهذا العالِم يستطيع معرفة حدوده وواجباته وكيفيّة عبادة الله ويستطيع تقديم المعاونة لغيره من الناس، بينما العابد الجاهل بعلوم دينه يفوته الكثير من الواجبات والأمور المتعلقة بالدين لعدم معرفته بها، كما أنه يفيد نفسه فقط.
- القدرة على تطوير النفس؛ فالعالِم يستطيع تطوير نفسه وزيادة قوّتها بمعرفة مواطِن القوّة، وينهض بمجتمعه وأمّته ويجتاز بها المخاطر، فالأمة التي فيها علماء أمة قويّة ولا تستطيع الأمم الأخرى السيطرة عليها ونهب خيراتها، فعند وجود الأطباء والمهندسين والمعلمين بكافة تخصصاتهم وغيرهم من العلماء لا تحتاج هذه الأمة إلى غيرها من الأمم وتستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي.
- التسبب بالضرر من قِبَل الجاهِل لمن حوله إذا تم وضعه في موطن المسؤولية عن جماعةٍ من الناس، فيتخذ القرارات الخاطئة لأنه بسبب جهله لا يستطيع التمييز بين الصواب والخطأ، ولا يستطيع التطوّر ومعرفة ما وصلت إليه العلوم المختلفة فيما هو مسؤولٌ عنه.