تعبّر الرسالة في الحياة وفي ميدان الأعمال وخاصّة الجانب الاستراتيجي منها عن الوضع القائم وسبب الوجود للمنظمات، والجماعات، والأشخاص، والدول، والأعمال، والأشياء وغيرها، وتتمثّل في جملة ما نحن عليه الآن، حيث إنّ رسالة المنظمة تمثّل المسار الحالي للمنظمة ومبرّرات وأهداف وجودها على أرض الواقع، وكذلك تحدّد رؤيتها، وتمثّل التطلّعات أو الوجهة المستقبلية للمنظمة، وما تطمح في الوصول إليه، أي الصورة الذهنية المتصوّرة لآمال المنظمة وأحلامها.
أهمية الرسالة والرؤيةتنبع أهميّة تحديد الرسالة والرؤية من أنّه ليس هناك ثمة أهمية للطريق الذي يسلكه الفرد أو المنظمة إذا لم يحدّد بخطوات واثقة ومدروسة ومنظّمة إلى أين سوف تتّجه مستقبلاً وتستشرف ما هو آتي، وذلك من خلال تحليل الوضع الحالي لكلّ من البيئة الداخلية من حيث الموارد البشرية والمادية والإمكانيات ، وكذلك البيئة الخارجية أو أيكولوجية الأشياء أي البيئة المحيطة بالمنظمة والتي تتمثل بالعوامل السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والعادات والتقاليد ومدى سيادة القانون، وتركز على القضايا المؤثّرة بشكل رئيسي في عمل المنظمة وعادةً ما تكون على المدى البعيد، وتسعى إلى تحقيق أهداف المنظمة في ضوء الميزة التنافسية الخاصة بها، من خلال متابعة ودراسة التحديات والتهديدات البيئية واقتناص الفرص وتحديد القوة والضعف في الهياكل التنظيمية، ثمّ تنفيذ الاستراتيجية ومتابعتها وتقييمها.
ثمّة إجماع من معظم المتخصّصين في مجال الإدارة الاستراتيجية على أنّ ضمان استمرارية وجود المنظمات لا يستند فقط إلى وفرة رؤوس الأموال، والطاقة البشرية واتّساع حجم العمل في الشركات الكبرى، والاستقراء البسيط للظروف الراهنة، أو الاعتماد على السياسات القديمة، حيث تشير أحدث الدراسات والأبحاث التطبيقية والأساسية إلى أنّ وجود رسالة محدّدة ورؤية واضحة تعبّر عن الوجهة المستقبلية والآمال والطموحات ذات العلاقة بالامكانيات المتاحة والإمكانيات التي يمكن الحصول عليها مستقبلاً من خلال الفرص المتاحة أساساً لتحقيق النجاح وتحقيق كافة الأهداف الرئيسية والفرعية قصيرة وبعيدة الأجل أو المدى للمنظمة والتي تتوافق مع جملة قيمها الجوهرية.
الفرق بين الرسالة والرؤيةممّا سبق نجد أن الفرق واضحاً وكبيراً بين كل من الرؤية والرسالة، حيث تعبر الرؤية عن الوجهة المستقبلية والغد البعيد لكل من الفرد أو الجماعة أو الشركات والمؤسسات أو حتّى الدول والمجتمعات وغيرها، ويجب أن تتصف الرؤية بالوضوح وأن تكون محددة وواقعية لكي تنسجم مع الوضع الراهن للأشياء حيث إنّها تتمثل في السؤال التالي "إلى أين نحن متجهون مستقبلاً"، أمّا فيما يتعلّق بالرسالة فتعبر عن ما هو قائم وموجود سواء عن الوضع الراهن أو الأهداف الحالية وأنها محققة ويستمرّ العمل على تطويرها مع الوقت بخلاف الرؤية التي يطمح الأفراد في الوصول إليها وتحقيقها، وهذا ما يوضح الفرق بينها وبين الرؤية.
المقالات المتعلقة بالفرق بين الرسالة والرؤية