إدراة الأعمال هي عبارة عن علم من علوم الاقتصاد له أسس وقواعد خاصة به يعمل على تنسيق عناصر الإنتاج؛ كالقوى العاملة، ورأس المال، والأرض، والإدارة؛ من خلال توظيف جهود الإنسان والموارد المتوافرة، بالإضافة إلى استخدام وسائل الإنتاج على الوجه الأكمل لتحقيق أهداف مؤسسة ما، ويمكن القول أنّه علم يستخدم الموارد المتاحة، ويوظّفها في مشروع ما أو مؤسسة معينة أو تنظيم محدد، ويتم استخدام هذه الموارد بأفضل الحالات الممكنة من ناحية التكلفة والكمية والنوعية والوقت المناسب؛ للوصول إلى الأهداف المرجوة منها.[١]
كما تُعرّف إدارة الأعمال بأنها عملية إدارة الأنشطة والمشاريع الاقتصادية والتي تهدف إلى تحقيق الأرباح، أما ظهور علم إدارة الأعمال فقد ارتبط بظهور الشركات والمؤسسات الكبيرة منها والصغيرة والتي تقدّم خدمات معينة أو سلع للأفراد والجماعات؛ الأمر الذي أدى إلى إحداث تأثير كبير في حياة الأفراد والمجتمعات الكبيرة والصغيرة، وقد أصبحت إدارة الأعمال مع مرور الوقت مجال وفرع هام من فروع الإدارة العامة؛ حيثُ أصبح لفرع إدارة الأعمال وجود مستقل في مختلف الجامعات التي تتمتع بمكانة مرموقة في العالم، وقد تطوّر هذا العلم بتطوُّر الشركات والمؤسسات الخاصة بهذا العلم.[٢]
نشأة علم إدارة الأعمال وتطورهعلم إدارة الأعمال هو علم أمريكي نشأ في أواخر القرن التاسع عشر؛ حيث نشأت أغلب مذاهبه، وبحوثه، ومدارسه، وتطبيقاته في الولايات المتحدة الأمريكية، أما تطوّره فقد تم على يد علماء أمريكي الأصل، ويقال أن فريدريك تايلور هو أول من دعا إلى تطبيق هذا العلم؛ إلّا أنّ الحقيقة غيرذلك، فلم يكن هو أول ممّن دعا إلى تطبيقه، وإنما له أثر كبير وواضح في هذا المجال، ويرتكز علم إدارة الأعمال على عدة أسس ونظريات تجعله علماً قائماً بحد ذاته، ولا تزال بعض من هذه الأسس غير متّفق عليها؛ الأمر الذي أدى إلى عدم التوصل إلى رأي واحد خاص بمفهوم الإدارة بالمعنى العلمي أو التقني.[١]
ويستند علم إدارة الأعمال إلى علم الإدارة بشكل عام لكونه فرع من فروعها، فبظهور المؤسسات والمشاريع الضخمة ظهر مفهوم الإدارة ونما وتطوّر، وقد كانت مختلف المؤسسات تخضع لإدارة مالكيها، وقد كانوا في بعض الأحيان يلجؤون إلى أقاربهم أو معارفهم لمساعدتهم في إداراتها، ومع ظهور الثورة الصناعية وازدياد الحاجة إلى الأموال مع نمو المشروعات والاستثمارات؛ إذ لم يكن بوسع المصادر المالية توفير الكم الهائل من الأموال، فقد عمدت بعض المؤسسات إلى بيع أجزاء من مشاريعها إلى أفراد آخرين على شكل أسهم، وبذلك تحوّلت المُلكيّة من فردية إلى جماعية يصعب إدارتها من قِبَل مالكيها فقط، فأصبحت إداراتها تتمثّل في انتخاب مجلس إدارة من قِبَل مالكي الأسهم، وبذلك أصبحت الإدارة مهنة مستقلّة قائمة بحد ذاتها، ومنها نبع مصطلح إدارة الأعمال، وازدادت الحاجة إلى مدراء مستقلين ومتفرّغين لتسيير الأعمال والاهتمام بها ومتابعتها.[١]
أما في الوقت الحالي فيسعى علم إدارة الأعمال إلى الملائمة بين القيم الإنسانية ومتطلبات التطور التقني، بالإضافة إلى تحليل العوامل التي تؤثر في الإنتاج، كما يهدف إلى التحكم في البيئة الداخلية للمؤسسات في إطار العلاقة التي تربط بين البيئة والعوامل الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والتقنية في العالم الخارجي، ولا تقتصر الإدارة بمفهومها العام على مجتمع واحد، فهي ضرورية سواء في المجتمعات الرأسمالية أو المجتمعات الاشتراكية أو الشيوعية، فالمشكلات التي تواجه المدير في الدولة الاشتراكية لن تختلف عن تلك التي تواجه من يعيش في الدولة الرأسمالية أو الشيوعية، فعليه أن يعمل لتقديم الإنتاج المتوقّع، كما يجب أن يستخدم الوسائل المتاحة للوصول إلى الهدف المرجوّ.[١]
مبادئ إدارة الأعمالتمكن المفكرون والباحثون -بعد بذل جهود متواصلة امتدت عبر قرن من الزمان- من تحديد مجموعة من المبادئ الخاصة بعلم إدارة الأعمال، وقد قُسِّمَت هذه المبادئ إلى:[٣]
يعدّ تخصص إدارة الأعمال ذا أهمية كبيرة؛ حيث يتم إعداد الفرد للعملية الإدارية تبعاً للأساليب العلمية والمهارات الإدارية والتي تتضمن على التخطيط، والتنظيم، والرقابة، والتوجيه، ووظائف المالية، والموارد البشرية، والبحث والتطوير، كما يخرج منه الفرد قادراً على وضع برامج وخطط كاملة للمؤسسات الإدارية التي يديرونها، كما يكون الفرد قادراً على اتخاذ القرارات بشكل فعال في ما يختصّ بإدارة المشاريع وتنظيمها، بالإضافة إلى ممارسة الرقابة الإدارية، وتنظيم العلاقات بين المؤسسة والبيئات الخارجية.[٤]
أما فرص العمل المتاحة لخريجي تخصص إدارة الأعمال سواء كان في الشركات والمؤسسات العامة والخاصة:[٥]
المقالات المتعلقة ببحث عن إدارة الأعمال