العلامات الصغرى للساعة وجود يوم آخر تنتهي فيه الحياة الدنيا، ويبعث النّاس من قبورهم للحساب، هو أمر مسلّم فيه، وهو من صلب عقيدة المسلم، ولا يصح إيمانه دون ذلك، فالإيمان باليوم الآخر هو أحد أركان الإيمان، ومن رحمة الله سبحانه أن جعل للساعة علامات تدلّ عليها، فهناك علامات صغرى، وأخرى كبرى، أمّا الصغرى فبعضها قد وقع، والبعض الآخر لم يقع، وهنا سأذكر بعض العلامات الصغرى التي وقعت، وتلك التي لم تقع وكذلك سأتناول قيمة وجود هذه العلامات، وقيمة المعرفة بها.
علامات الساعة الصغرى التي وقعت - بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلّم لقوله صلى الله عليه وسلّم: (بعثت أنا والساعة كهاتين..) [صحيح مسلم]، فبعثته صلى الله عليه وسلّم من علامات قرب وقوع الساعة.
- انشقاق القمر، وحدث هذا زمن الرسول صلى الله عليه وسلّم.
- فتح بيت المقدس ، وحدث هذا الفتح زمن عمر رضي الله عنه.
- كثرة الموت والقتل، وشبهه صلى الله عليه وسلّم بأنّه كقعاص الغنم، وهذا وقع بالفعل، بل وهو اليوم على أشده؛ حيث يعاني منه العالم اليوم، ولا سيَّما ما يتعرض له المسلمون في شتى أنحاء العالم من القتل بشتى الوسائل ولأتفه الأسباب.
- كثرة ظهور الفتن، وهي فتن عديدة ومتنوِّعة تضرب في بلاد المسلمين طولاً وعرضاً، فالفتن ترقق بعضها بعضاً، فما ينقضي من الفتن يأتي وقعه أشد وأخف ممَّا يلحق بها، ولهذا يقال ترقق بعضها بعضاً
- ظهور الخوارج، وهناك من يسير على نهجهم اليوم.
- ظهور نار عظيمة في الحجاز، وقيل أنها قد ظهرت.
- ظهور أناس ظلمة يضربون النّاس بالسياط، وهذا كناية عن الظلم والطغيان.
- انعدام الأمانة، وضياعها من واقع حياة الناس، فقد سيطرت الأنانيّة في التعامل والانتهازيّة، على العدل والمحبَّة، والقيم والمبادئ والأخلاق.
- اتِّباع أنظمة ونهج الأمم السابقة أو الأمم غير المسلمة، كاليهود والنصارى.
- إسناد الأمر إلى غير أهله في شتى المواقع المهمّة.
- التطاول في البنيان، وتنافس الرعاء والفقراء في ذلك.
- استحلال الحرير للرجال، واستحلال الخمر والمعازف.
- تمني النّاس الموت من كثرة البؤس الذي يلاقيهم، والمحن النازلة بهم.
- كثرة زخرفة المساجد.
- الاهتمام بزخرفة البيوت، والتنافس في تزيينها.
- ترك الحكم بالقران والسنة.
- كثرة الموت المفاجئ، وهذه سمة من الموت عامّة اليوم ومنتشرة.
- كثرة الفواحش بين الناس، كالزنا وما يشبهه.
علامات الساعة الصغرى التي لم تقع - كلام الشجر والحجر نصرة للمسلمين.
- رفع القرآن من المصاحف والصدور.
- تقاتل النّاس على كنز من ذهب عند الفرات.
- فتح القسطنطينيّة غير الفتح الذي كان على يد محمد الفاتح.
- هدم رجل من الحبشة للكعبة.
- يخسف الله بجيش يغزو الكعبة.
- يبعث الله ريحاً طيّبة لقبض أرواح المؤمنين.
علم المؤمن ومعرفته بهذه العلامات يدفعه إلى المسارعة لعمل الصالحات، فما أخبر به محمد صلى الله عليه وسلّم قد وقع، وهذا له أطيب الأثر على حسن إيمان المسلم، واستشعاره رقابة الله في كلِّ ما يصدر عنه من قول أو فعل، فيصح ويستقيم سلوكه، وتخلص نيّته لله سبحانه.