التخلص من وساوس الشيطان

وساوس الشيطان، من الأشياء الّتي حذر الله سبحانه وتعالى عباده منها، ونبههم من طاعة الشيطان والاعتصام لأمره، وقد وردت الكثير من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، الّتي حثت على الاستعاذة من وساوس الشيطان وأفكاره الخبيثة التي يزرعها في عقول الناس وقلوبهم، فيشعرون بالضيق والتوتر والشكّ.

يعتبر الصراع بين الإنسان والشيطان وأتباعه، صراعٌ طويلٌ منذ نشأة الحياة، ومنذ اللّحظة الّتي عصى فيها إبليس الملعون ربه ولم يمتثل لطاعته، وقد قال الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل عن الشيطان :(إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) [فاطر: 6]، لذلك يجب التخلّص من جميع وساوس الشيطان، وطردها ومحاربتها، لأن~ها سبب أساسي في الشعور بالضيق والحزن والاكتئاب واليأس، كما أنها تنهى عن العمل وأداء العبادات والطاعات.

هناك أمثلة كثيرة تدل على الشخص الذي يقع ضحية لوساوس الشيطان، ومن أهم هذه الأمثلة ما يلي :

• الشك في أثناء أداء العبادات، والشعور الدائم بالنسيان والتقصير، كأن يشعر الشخص بأنه نسي ركناً من اركان الصلاة، أو أنّه قد أفسد وضوءه، فيجعله يعيد الصلاة مرات ومرات حتى يشعر بالملل والضيق منها.
• الشك في قبول الله سبحانه وتعالى لأداء العبادات، فيظل الشخص في أفكارٍ دائمةٍ بأن صلاته ناقصه، وأن صيامه غير مقبول، وأنه مهما فعل سيدخل النار، وأن قراءته للقرآن لا فائدة منها.

هناك أسباب كثيرة لوساوس الشيطان، من أهمها ضعف الإيمان، وعدم أداء الطاعات على أكمل وجه، وقلة الخشوع أثناء الصلاة والدعاء، وعدم التركيز الذهني أثناء القيام بالعبادات، وللتخلص من وساوس الشيطان نتبع ما يلي :

• التحلي بالإرادة القوية، وشحذ الهمة، وتقوية العزيمة، وعقد النية الصادقة للتخلص من الوساوس، وشحن النفس بالإيجابية الّتي تجعلك تفكر أنّ إرادتك أقوى من ضعف الشيطان، ولن يكون له سبيل إليك، وعدم الاستسلام لوساوسه.
• الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى، والاستعاذة به من الشيطان الرجيم، وملازمة قراءة المعوذات وسورة الإخلاص وآية الكرسي وسورة الفاتحة، والالتزام بأذكار الصباح والمساء.
• الالتزام بالدعاء بأن يُذهب الله سبحانه وتعالى عنك وساوس الشيطان ويخلصك منها، وأن يحصنك من كيد الشيطان ومكره.
• النفث عن اليسار ثلاث مرات، وتغيير هيئة الجلوس، كلما شعرت بأن الشيطان يوسوس لك.
• الالتزام بقراءة القرآن بشكلٍ يومي، وعدم هجره أبداً، لأنّ قارئ القرآن لا يمكن أن يكون للشيطان عليه سبيل، كما أنّ الشيطان ينفر من القراءة الدائمة للقرآن.