التأثير في الآخرين

الإنسان دائم الاختلاط والتفاعل مع من حوله من الناس، فهو اجتماعي بطبعه وفطرته، ومن هنا فهو دائم التأثير والتأثر بمن يختلط بهم، وهذا يعمل بشكل أو بآخر على زيادة تبادل الخبرات، والمعلومات بينه وبين الآخرين، ممّا يؤدّي في نهاية المطاف إلى نشر الخير، والتطور في كل مكان.

تختلف القدرة على التفاعل مع الآخرين من شخص إلى آخر، وبالتالي تختلف أيضاً قدرة الناس على التأثير فيهم، والتأثر بهم، ممّا قد يجعل البعض غير قادرين على الوصول إلى ما يطمحون إليه، وتحقيق أهدافهم بالشكل الصحيح. وفيما يلي بعض أبرز الوسائل الّتي تساعد على التأثير في الآخرين.

• الصبر والحلم عند التعامل مع الناس، ومحاولة تقبلهم، فليس كل الناس لديهم نفس الملكات والقدرات، والطبائع تختلف من شخص إلى آخر، وهذا يستدعي التحلي بالصبر في العديد من المواقف.
• عدم تجريح الآخرين، والإساءة إليهم بالأقوال، أو الأفعال، فتجريح الناس ينفّرهم، ويبعد المسافة بيننا وبينهم، ويحقن الصدور بالمشاعر السلبية، مما يمنع من حدوث التأثير المحمود.
• إحسان الظن بالناس، وعدم إساءة الظن بهم، ففي النّاس خير كثير، وإن تعرّض الإنسان لإساءة من شخص ما، فهذا لا يعني أنّ جميع من ينتمون إلى فئته هم على شاكلته.
• فهم الآخرين، وبواعثهم، وأقوالهم، وتصرفاتهم قبل إصدار الأحكام عليهم، ويكون ذلك بإصغاء السمع إلى ما يقولونه، والتعاطي المباشر معهم، وليس من خلال الوسطاء؛ الّذين قد يقلبون الحقَّ باطلاً، والباطل حقَّاً.
• المبادرة بإصلاح ما فسد من علاقات مع الآخرين، فهذا يساعد على إزالة الاحتقانات، وتقريب الناس من بعضهم البعض، كما ويجب في هذا الصدد امتلاك القدرة على الاعتذار، وطلب العفو في حال الخطأ.
• التعامل مع الناس من منطلق إنساني، وإشعارهم بذلك، وليس لأجل المصالح، والمنافع، ويكون ذلك بتقديم ما هو إنساني على أي شيء آخر، عن طريق السؤال عن أحوال وأخبار من نتفاعل معهم، لإشعارهم أنّهم مقصودون لذواتهم، ثم بعد ذلك الدخول والحديث في المواضيع الأخرى.
• التركيز على مواطن الالتقاء عند التعامل مع الآخرين، وتنحية مواطن الاختلاف، فهذا يعمل على تجميع الناس، والتأثير فيهم.
• محبة الآخرين بصدق، فالمحبة تظهر على طريقة الكلام، والحديث، وكلما كان الإنسان صادقاً في مشاعره إزاء الآخر، كلما كان أقدر على التأثير فيه.
• اختيار الأوقات المناسبة للتفاعل مع الناس، وعدم التطفل عليهم في خصوصياتهم، أو في أوقات راحتهم.
• الثقة بقدرات من نتعامل معهم، وتفويض الأمور إليهم للقيام بها، بحسب ما تقتضيه المصلحة؛ فللثقة المتبادلة دور كبير في التأثير والتأثر بالآخرين.