يُولَد الإنسانُ بطبيعته نقيّاً، بفطرته التي خلقه الله عليها، ولأنه عاقلٌ ومميزٌ؛ صار لِزاماً عليه أن يبحثَ في أصل كلّ شيء حوله، ويُفكّر في كيفيّة خلقه، ووجوده، ووظيفته، وتركيبه، إلى غير ذلك من الأسئلة التي قد تخطر له، فكل سؤال يحضر الذهن، هو فعليّاً بابٌ جديدٌ يُفتَح لتعلُّمِ معلومةٍ جديدة، ومستوىً آخر من النّور اللامتناهي، فنور العلم لا يوقف المرء عن طلبه، حتى تنتهي حياته، فالعلم أصل الحياة، ومعنى التطوُّر، والسموّ، والتقدّم في كافّة مجالات الحياة.
كي تكتمل حبّات العقد المعرفيّ لدى الإنسان، لا بُدَّ له أن يقرأ؛ لأنّ القراءةَ هي الخطوةُ الأولى التي تنقله من ظُلمَةِ الجهل، إلى نورِ المَعرفة، وفيها تغذيةٌ لعقلِه، وروحه، وبها ينتقل من درك الانحطاط، والجهل، إلى سموّ، ورفعة العلم، وهيبته.
أهميّة القراءة منذ الصغر إنّ الأم التي تقرأ لطفلها القصص، والكتب الهادفة منذ الصغر، تزرع فيه العديد من الخصال التي سيُحمَدُ عليها طيلة حياته، والتي وإن حاولنا تعدادها نحتاج لساعات، وساعات، ولكن يمكن أن نجملها في النقاط التالية:إنَّ من الشواهد العظيمة للقراءة، وصول المجتمعات لما هي عليه الآن من التطور، والحضارة، فلولاها لما عرف الناسُ أخبارَ الأُممّ السابقة، وطريقةَ حياتهم، وأسبابَ تطوّرهم، وتقدّمهم، ولولاها، لما نهلنا من بحر العلوم، الذي سخرناه لخدمتنا.
كما طوّرت الأمم نفسها من خلال القراءة، وارتقت على غيرها بالكلمة والعلم، لا بالسيف والحرب، وهي الدّاعِمة لمسيرةِ الموهوبين في كتابة الشعر، والنثر، والرواية، والملهمة للأفكار، والمُزوّدة بمفردات لغويّة، وقواعد نحوية، وصرفيّة، والمشبِعةُ لفضول العلماء، وهي ما شحذت إبداعاتهم في الوصول لمعرفة المزيد من لُب المعارف المختلفة، حتى تجاوز علمهم حدود السماء، ووصلو به لعمق المجرّات، والنجوم، والكواكب السابحة في الفضاء.
المقالات المتعلقة بموضوع عن هواية القراءة