السّعادة مقصد وغاية كل إنسان، وهي الشّعور الدّاخليّ بالرّضا والقناعة عن الحياة والنّفس. ولكنّ أكثر التّعاريف المقبولة من وجهة نظر علم النّفس، هو تعريف العالم النّفساني وليم جيمس، والذي وصف السّعادة بقوله:" السّعادة هي الدّافع السّري الذي يُحرّك الإنسان، ويقوده في الحياة ". فجميع البشر يطمحون للعيش بسعادة طوال حياتهم، ويسعون لتحقيق ذلك، وإن كانت طرق الوصول إليها صعبةً في بعض الأحيان، فالبعض منّا تحيط بهم المشاكل، وتمنعهم من الاستمتاع والعيش بسعادة، إمّا بسبب مشاكلٍ ماديّةٍ أو اجتماعيّةٍ.
البحث عن السعادةهناك بعض النّصائح والأمور التي تساعدُ في البحث عن طريق السّعادة، ومنها:
ذكر الإمام ابن القيّم رحمه الله تعالى أنّ لسعادةِ العبد ثلاثُ مقوّمات:" إذا أُنعم عليه شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر ". وقال سفيان الثّوري رحمه الله:" ما بقي لي من نعيم الدّنيا إلا ثلاثٌ: أخٌ ثقة في الله أكتسب من صحبته خيراً، إن رآني زائغاً قوّمني، أو مُستقيماً رغّبني، ورزقٌ واسعٌ حلالٌ ليسَ لله عليّ فيه تبعةٌ ولا لمخلوقٍ عليّ فيه منه، وصلاةٌ في جماعةٍ أكفى سهوها، وأرزق أجرها ". وعن أبي ذرّ رضي الله عنه أنّه قال:" أمرني خليلي -صلّى الله عليه وسلّم- بسبعٍ: أمرني بحبّ المساكين والدّنو منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني، ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني أن أصل الرّحم وإن أدبرت، وأمرني أن لا أسأل أحداً شيئاً، وأمرني أن أقول الحقّ وإن كان مُرّاً، وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائمٍ، وأمرني أن أكثر من قول: لا حول ولا قوّة إلّا بالله، فإنهنّ من كنزٍ تحت العرش "، رواه الإمام أحمد . ومن أدقّ الأحاديث المتعلقة بالسّعادة، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافىً فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا "، رواه التّرمذي .
مثبّطات السعادةهذه السّعادة التي تغمر قلب المؤمن سمَّاها القرآن سَكينةً، ولذلك قالوا: لا يوجد سعادةٌ بلا سكينةٍ، ولا سكينةٌ بلا إيمان. قال تعالى:" هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً "، سورة الفتح/4. وإنّ الله يهبُ الصّحة، والذّكاء، والمال، والجمال للكثيرِ من خلقه، ولكنّه يُعطي السّكينة بقدرٍ لأصفيائِه المؤمنين، قال تعالى:" لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً "، سورة الفتح/18.
المقالات المتعلقة بكيف تكون سعيداً في الحياة