اختيار مهنة المستقبل يتعرّض كثيرُ من أبنائنا إلى حيرةٍ شديدة عندما تحين الفرصة أمامهم لاختيار المساق الذي سيحدّد مهنتهم المستقبليّة، والحقيقة أنّ مسألة اختيار وتحديد مهنة المستقبل ليس بالأمر السّهل والهيّن، فحياتنا المعاصرة تتميّز بالتّغيّر المستمر، فالمهنة التي كانت تدرّ مالًا في وقتٍ معيّن وكانت لها قيمتها قد يأت يومٌ لتصبح غير ذات أهميّة أو تفقد كثير من قيمتها، كما أنّ رغبات الإنسان قد تتغيّر في مراحل حياته وعمره المختلفة، ويكون للوالدين دورٌ كبيرٌ أحيانًا في توجيه الأبناء نحو دراسة مساقاتٍ معيّنة، من دون أن يلتفتوا إلى رغبات أبنائهم، وما يتفوّقون فيه حقيقة في حياتهم وما يتميّزون به.
نصائح لاختيار مهنة المستقبل ولا شكّ في أنّ الإنسان ينبغي له أن يضع منهجًا واضحًا لتحديد مهنة المستقبل، وما يتطلّبه من دراسة مساقاتٍ معيّنة، وإنّ هذا المنهج يقوم على عدّة أمور:
- أن يعلم الإنسان أنّه يملك بلا شكّ مهارة وموهبة يتميّز بها عن غيره من النّاس، وبالتّالي فإنّ عليه أن يبني على هذه المهارة وهذه الموهبة، ويجتهد على تنميتها وتعزيزها في نفسه، من خلال سلوك مساقٍ معيّن يحقّق له لك، ومثال على ذلك أنّ بعض النّاس يتميّز في مادة الرّياضيّات، وتكون عنده موهبة في التّحليل الرّياضيّ وحلّ المسائل الرّياضيّة، وهذا النّوع من الأشخاص يناسبه أن يدرس المساق العلميّ حتى يتفوّق فيه، ويحدّد من خلاله مهنة مستقبله، بينما ترى أناساً آخرين يمتلكون مهارات الحفظ والمواهب الأدبيّة من شعرٍ وكتابة وغير ذلك، وهذا النّوع من الأشخاص يناسبه بلا شكّ أن يتّخذ المساق الأدبي، الذي يستطيع أن يتفوّق من خلاله ويحدّد مستقبل عمله بناءً عليه، فعلى الإنسان إذن أن ينظر إلى ما يحبّ وما يمتلك من مهاراتٍ ومواهب تميّزه عن الآخرين حتّى يستطيع أن يتفوّق فيها.
- دراسة واقع احتياجات الشّركات والمؤسّسات وسوق العمل، فسوق العمل يحدّد بشكلٍ كبير مصير مهنة المستقبل، فعندما يكون السّوق مشبعًا على سبيل المثال بتخصّصاتٍ معيّنة لا يكون من المناسب أن يختار الإنسان مثل هذه التخصّصات، بل عليه أن ينظر في واقع سوق العمل ليتبيّن احتياجاته الفعليّة من المهن والأعمال، حتّى يضمن لنفسه سرعة التّوظيف بعيدًا عن شبح البطالة.
- وأخيرًا على الإنسان عندما يحدّد مهنة المستقبل أن يراعي أن تكون لها رسالة وهدف نبيل، يحقّق له ذاته ورضاه النّفسي ويعزّز له قيمه، فالطّبيب على سبيل المثال الذي يعالج النّاس ويشفي لهم جراحاتهم، ويخفّف عنهم آلامهم إنسان ذو رسالة في مجتمعه، حيث يحترمه النّاس، فيتحقّق عنده الرّضا الذّاتي عن النّفس.