الصدقة في الإسلام حثَّت الديانة الإسلامية على الصدقة، وبينت في كثير من المواضع أهمية الإكثار منها، كونها تساعد على زيادة تكافل أبناء المجتمع، وتراحمهم، إلى جانب أنها تخلّص الإنسان من بعض أمراض النفس كالأنانية، فتجعله أكثر انفتاحاً، وتقبلاً لمشاركة الآخرين ممن يعيش وإياهم على هذه الأرض في هذه الحياة.
تختلف أنواع الصدقات باختلاف طبيعة المكان الذي يتواجد فيه المتصدّق، وطبيعة المجتمع، والأحوال الاقتصادية للناس، ولم تلزم الشريعة الإسلامية معتنقيها بنوع واحد فقط من الصدقات، بل تركت الباب مفتوحاً أمامهم للاجتهاد وفقاً لما تقتضيه الظروف والأحوال، ولكن الرسول الأعظم -صلى الله عليه وسلم- أرشد المسلمين إلى بعض أنواع الصدقات، في بعض المجالات التي تعتبر أساسيّةً لكل إنسان على هذه الأرض، وفيما يلي بيان ذلك.
أهم وأفضل أنواع الصدقات - التعلُّم، وتعليم الآخرين من غير المتعلمين، وهذا من أهمّ الدلائل على أنّ الرسالة الإسلامية تحمل في طياتها الإصلاح، والنهضة، ويمكن في هذا العصر توسيع هذه الصدقة لتشمل العديد من الأمور الأخرى وبما يتواءم مع العصر الحالي ومتطلباته، فبعض المناطق النائية في العالم، تفتقر إلى البيئة التعليميّة المناسبة، ومن هنا فإنه يمكن الإنفاق على بناء المدارس، أو المراكز التعليمية، أو المساهمة في ذلك، إلى جانب إمكانية توفير الوسائل التقنية الحديثة للمتعلمين، وغير ذلك من وجوه الخير.
- إطعام الطعام للجياع، وهم في العالم كُثُر، فالفقر من الأمراض المجتمعية التي تسري عبر الأزمنة والأمكنة، غير أنّه يمكن وبهمة أهل الخير الحد من آثاره السلبية، وذلك بتعاون أبناء المجتمع، وتكافلهم، ويكون ذلك من خلال الإكثار من التصدق، وتوزيع الطعام على الفقراء، والمحتاجين. ويمكن أيضاً مواكبة روح العصر في ذلك من خلال استخدام الوسائل التقنية الحديثة التي تسرع هذه العملية، وتوزع أكبر قدر ممكن من الأطعمة على المحتاجين، ويمكن أيضاً التبرع بكل ما له علاقة بذلك.
- سقي الماء؛ فلطالما كانت مشكلة المياه هي الأخرى من المشاكل التي تتواجد في كلّ عصر وحين، ومن هنا فقد جاء الهدي النبوي الشريف بالإكثار من التصدق بالمياه للعطشى، والذين لا يجدون شربة ماء تعينهم على حياتهم. أما في عصرنا الحالي، وبسبب تنوع وسائل إيصال المياه، وارتفاع ثمن التأسيس لهذه العملية، فإن البحث عن المناطق النائية التي يعاني سكانها الأمرَّين في سبيل جمع وإحضار دلو أو دلوين من المياه كل يوم، والمساهمة في إنشاء مشاريع المياه التي تخدمهم لفترات طويلة، وتوصل الماء إلى منازلهم مباشرة يُعتبر من أفضل أنواع الصدقات على الإطلاق، ففي هذه الصدقة توفير للمشقة والتعب الناتجين عن بحث هؤلاء الناس عن أبسط مقومات الحياة.
- التصدّق لتطوير العناية الصحية خاصّةً في المناطق التي تعاني من نقص في الخدمات، ووجوه ذلك كثيرة ومتعددة، وهذا النوع من أعمال الخير يعتبر من أعظم الأعمال، والتي إن أخلص الإنسان النية بها، نال أجراً عظيماً من الله تعالى.