أصول البحث العلمي ومناهجه

أصول البحث العلمي ومناهجه

البحث العلمي

يقاس تقدم وتحضّر الأمم بعدد وقيمة الأبحاث العلميّة الّتي تخرج منها، وبمدى انتشار الثقافة العلميّة بين مواطنيها، حيث يعرف البحث العلمي على أنّه مجموعة الطرق والوسائل المخصّصة لفحص ودراسة الظواهر والمشكلات العلميّة من أجل تصحيح أو استكمال المعلومات والنظريّات القديمة، وذلك بهدف تراكم المعرفة الّتي تؤدّي إلى تقدّم البشريّة عامة. كما تعد معرفة أصول ومناهج البحث العلمي قيمة أساسية لكل طالب ودارس في المراحل الدراسية العليا.

أصول البحث العلمي

يعرف البحث العلمي أكاديمياً بأنّه أسلوب منظّم يستخدمه الباحثون لجمع وتسجيل المعلومات والملاحظات وتحليلهما موضوعيّاً بطريقة منهجيّة للتأكد من مدى صحتهما، وذلك للوصول إلى القوانين والنظريّات الّتي تحكم الظواهر ومحاولة التحكم فيها، ورغم أنّ النّشأة الحديثة للبحث العلمي كانت في القرن التاسع عشر، إلا أنّ العديد من مظاهر المنهجية في البحث العلمي قد ظهرت منذ زمن طويل عند العلماء العرب والمسلمين، أمثال ابن سينا، وابن الهيثم، وابن النفيس، ومع التطور واكتشاف المزيد عن البيئة والإنسان تطورت المناهج البحثية في كل من مجالات العلوم التطبيقية والإنسانية.

مناهج البحث العلمي

المنهج العلمي هو الطريقة أو الأسلوب المستخدم في تقرير الظواهر المختلفة وتحليلها وتفسيرها، وذلك من خلال الوصف الكمي والكيفي لها، ولكل فرع من فروع المعرفة منهج خاص به تم تحديده لتفادي الخلط والتشويش، فالمنهج المستخدم في العلوم التطبيقية لا يستخدم في العلوم اللغوية أو الإنسانية.

تتنوع مناهج البحث وتنقسم من حيث العمليات العقلية المرتبطة بها إلى ثلاثة أنواع، الاستدلالي، والاستقرائي، والاستردادي؛ أمّا المنهج الاستدلالي فهو يستخدم في العلوم الإنسانية ويعتمد على المنطق الذهني والتأمل، ويربط فيه العقل بين الأشياء وأسبابها، والمنهج الاستقرائي يمثل المقابل للمنهج الاستدلالي، فيبدأ من التفاصيل ويصل منها إلى القوانين العامة المحرّكة للظواهر الطبيعية، ويعتمد في ذلك على التجربة والملاحظة وإعادة التجربة بالتحكم في المتغيرات.

أما المنهج الاستردادي، فهو المنهج المستخدم في العلوم التاريخية، حيث يقوم فيه الباحث بعملية استرداد للأحداث السابقة والتحقق منها ودراستها لتحليل أسباب الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الوقت الحاضر، ثم العمل على حل المشكلات الموجودة من خلال القضاء على أسبابها.

كذلك يصنف البعض المناهج من حيث أسلوب العمل إلى مناهج وصفية، ومسحية، وتجريبية، وتاريخية، وفلسفية، ومنهج دراسة الحالة، وذلك بحسب طبيعة البحث وليس الصفة العلمية، حيث يمكن أن يقوم باحث اجتماعي باستخدام المنهج الوصفي في بحثه، بينما يستخدم آخر المنهج المسحي، ويمكن أن يجمع ثالث بين المنهج الوصفي ومنهج دراسة الحالة في بحث علمي واحد إذا اقتضى الأمر.

المقالات المتعلقة بأصول البحث العلمي ومناهجه