أقسام الحياة جرى تقسيم الحياة في الدول بناءً على المناطق التي تتكوّن منها، فهناك الريف أو الحياة الريفية، والبادية أو الحياة البدوية، والمدينة أو الحياة المدنيّة، فالحياة البدوية هي التي يعيش سكانها على تربية الأغنام ويعيشون في الخيم وبيوت الشعر وينتقلون من مكانٍ لآخر بحثاً عن الماء والأعشاب لتغذية الأغنام.
تمتاز الحياة الريفية بعمل أهلها بالزراعة لذلك يظهرون بشكلٍ واضحٍ في المناطق التي تتوفّر بها المياة والتربة الخصبة ويتجمعون في بيوتٍ مبنية من الحجارة وثابتة في مكانها، بينما الحياة المدنية هي التي تمتاز بعمل سكانها بالوظائف سواء كانت حكوميّةً أو خاصةً وباستقرارهم في بيوتٍ وتتوّفر لهم كافة الخدمات الصحيّة والتعليميّة وسهولة التنقل وتطوّر الحياة لديهم.
بسبب هذا التوزّع فإن الحياة تكون متوازنةً على الأرض، ولكن مع وجود الفرق الهائل في الخدمات ونوعية الحياة بين الريف والمدينة انتقل الكثير من السكان من الريف للعيش في المدينة والاستقرار بها تاركين الأرياف تعاني من قلة عدد السكان فيها.
أسباب انتقال السكان من الريف إلى المدينة - الخدمات الصحيّة؛ ففي أغلب الأحيان تكون المدينة مخدومة صحياً بشكلٍ كبيرٍ وبفرقٍ واضحٍ عما هو موجودٌ في الريف، فيشعر الشخص أنه عندما يمرض أو يحتاج إلى أي نوعٍ من العلاجات فإنه يجده في المدينة بكل سهولةٍ، كما أنّ الخدمات الصحية تكون متوافرةً على مدار الساعة.
- الخدمات التعليمية، ينتقل الكثير من سكان الريف إلى المدينة لتلقي العلم وأخذ الدورات العلمية والتثقيفية التي تفيدهم في مجالات العمل لاحقاً.
- البحث عن العمل؛ يعد هذا السبب من أكثر الأسباب انتشاراً وخاصةً بين فئة الشباب الذين يتركون الريف بحثاً عن فرص العمل، فالمدن تضم الكثير من فرص العمل المتنوعة مقارنةً عما هو موجود في الريف، فعندما يجد الشاب فرصة عملٍ خارج الريف فإنه يستقر في منطقةٍ قريبةٍ من عمله وبذلك يترك الحياة في الريف.
- البحث عن التطوّر التكنولوجي، فالريف غالباً يتسم بالحياة الهادئة والبسيطة ونادراً ما تجد التطور التكنولوجي المتجدد يغزوهم، ولكن هناك من يحب أن يواكب جميع أشكال التطور أولاً بأول فيترك الريف ويستقر في المدن.
مع أنّ هذه النقطة تصب في مصلحة الريف فالحياة بشكلٍ عام في الريف صحية وخالية من الملوثات، فالهواء نقي لا يعاني من التلوث الناتج عن عوادم السيارات والمصانع، والجو خالٍ من الملوثات الإشعاعية الصادرة عن الأقمار الصناعية واستخدام التكنولوجيا الحديثة مثل كثرة التلفونات والهوائيات، كما أنه لا يعاني من التلوث الضوضائي الناتج عن حركة السيارات وصوت المصانع وغيرها، لذلك ينصح الأطباء المرضى بقضاء فترة النقاهة في الريف بعيداً عن الضغوطات النفسية والملوثات الجوية.