أسباب محبة الله إن من أجمل وأرقى وأطهر أنواع الحبّ في هذا الكون هو محبة الله، فكيف للنفس أن لا تحبّ الله عزّ وجلّ وقد حباها بالكثير من النعم الظاهرة، والباطنة، فهو الذي أنشأها من العدم وصورها في الأرحام، وغذاها ورعاها في الظلمات، وأخرجها إلى الحياة الدنيا، وهناك توالت نعمه جلّ في علاه من حبِّ ورعايةٍ وصحّةٍ وسعادةٍ، وغيرها الكثير.
آثار محبة الله للعبد من آثار محبة الله للعبد أن تراه سعيداً في كلّ الأوقات والظروف، يستشعر وجود الله معه في كل وقتٍ وحين، فهو يحبّه ويرى كلّ شيء بيد ملك الكون كله، فلا يخاف جوعاً، ولا يهكل هماً، ولا يصيبه حزنٌ، أو ضيق، فهو مع الله في كل حين، يستشعر حبه، ووجوده بكل جانب من جوانب حياته، ويتوكّل عليه في كل كبيرةٍ وصغيرة.
الأسباب توجب محبّة الله هناك الكثير من الأسباب التي تزيد وتوجب محبة الله للعبد ومنها:
- قراءة القرآن، إنّ لقراءة هذا الكتاب أثرٌ عظيم في زيادة محبة الله للعبد، فهو كتاب الخالق، وكلامه، وزيادة التعلّق فيه توجب زيادة في محبة الله في القلب.
- التقرّب إلى الله جلّ في علاه بالنوافل بعد الفرائض، فما يزال العبد يتقرّب إلى الله بالنوافل، والصيام، والقيام، والصدقات، والصلوات، حتى يحبه الله ، فيصير سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي به.
- دوام ذكر الله في كل الأحوال، ليلاً، ونهاراً، وصباحاً، ومساءً، وفي كل الأحوال والظروف.
- معرفة الله ومعرفة أسماءه، وصفاته، وأفعاله، فهذه المعرفة تجعل القلب في حبٍ، وخضوعٍ، وخشوعٍ، لهذا الخالق العظيم لما يحمله عزّ وجلّ من صفاتٍ يعجز الإنسان عن تخيل مدى روعته وجماله.
- التفكر في ملكوت الله عز وجل وعجيب صنع الله في الكون من حيوانٍ، ونباتٍ، وإنسانٍ، وجماد، من سماواتٍ وأراضٍ، من بحارٍ، وأنهارٍ، وجبال ٍ، وهضابٍ، كل هذه المظاهر تجعل قلب الإنسان يشعر بمدى صغره وضآلة حجمه أمام خالق هذا الكون وعظمته، وروعته، ودقة صنعه.
- مجالسة المحبين، والصادقين، والصالحين.
- استشعار الله في كل وقتٍ وتصرفٍ ومعاملةٍ فلا يؤذ أحداً، سواء كان بشراً، أو حيواناً، أو كائناً، أو حتى يؤذي الكون، فهو إنما وجد على هذه المعمورة ليزيدها جمالاً، وحباً، وسلاما ً، وطمأنينة، وأن يكون سبباً للصلاح ولإعمار الكون.
لا بدّ أن يحرص العبد على تتبع محبة الله في كل فعل في حياته، فهو بحصوله على محبة الخالق إنما يعيش سعادةً، وراحةً، وجنةً، ونعيماً في دنياه، لن يجد لها مثيلاً في كل الكون، فهو بمعية خالق الكون ومعه ويشعر به بكل حين فكيف يحزن، أو يشعر بالبؤس، وخالق الكون حبيبه وحليفه.