قيّض الله سبحانه وتعالى لهذه الأمّة الإسلاميّة رجالاً بذلوا الغالي والنّفيس من أجل الدّعوة الإسلاميّة، وفي سبيل رؤية راية الإسلام خفّاقة في ربوع المعمورة، ومن هؤلاء الرّجال برز الفاروق عمر رضي الله عنه كواحدٍ من أهمّ الشّخصيّات الإسلاميّة التي قادت الأمّة الإسلاميّة وحقّقت لها النّجاحات الكثيرة سواء على مستوى الفتوحات، حيث امتدت رقعة الدّولة الإسلاميّة شرقاً وغرباً، أو على مستوى الإدارة والتّنظيم حيث تشكّلت بواكير الدّولة الإسلاميّة القويّة المرتكزة على أسسٍ وأنظمة ثابتة راسخة، وقد كان انتهاء مرحلة الفاروق رضي الله عنه باستشهاده في عمليّة اغتيال جبانة وهي واحدةً من أكثر الأحداث إيلاماً لضمير المسلمين عبر التّاريخ، فما هي قصّة وفاة الفاروق ؟ .
مخطط أعداء الإسلام لقتل الخليفة الفاروقبيّت كثيرٌ من أعداء الإسلام الحقد الدّفين في صدورهم ضدّ الدّولة الإسلاميّة في عهد عمر رضي الله عنه، فقد زلزلت على أيدي المؤمنين الأبطال حصون كسرى فارس، وهزم الرّوم في الشّام هزائم نكراء موجعة، ولقد استاء الكثير من أعداء الإسلام من هذه الانتصارات وخصوصاً أنّ كثيراً منهم أصبح أسيراً في يد المسلمين.
لقد أدرك الفاروق رضي الله عنه المخاطر التي يمكن أن تحدث بسبب ما أوغر في نفوس أعداء الإسلام، فأصدر قراراً بمنع دخول المشركين وأسرى الحرب مع الفرس والرّوم إلى عاصمة الدّولة الإسلاميّة المدينة المنوّرة، ولكن شاء الله سبحانه أن يستأذن أحد الصّحابة وهو المغيرة بن شعبة عمراً حتّى يسمح له باستخدام أحد هؤلاء الفرس واسمه أبو لؤلؤة المجوسي، فوافق عمر على ذلك بسبب حذاقته في الصّناعة وغير ذلك.
يوم استشهاد عمر رضي الله عنهخطّط أبو لؤلؤة المجوسي لقتل عمر رضي الله عنه أياماً وشهوراً، وكان عمر يمرّ عليه وهو يصنع ساعة فيسأله عمر عمّا يصنعه، فيقول العلج لعمر: لأصنعنّ لك يا أمير المؤمنين ساعة يتحدّث عنها النّاس، فيدرك عمر رضي الله عنه أنّ العلج يتوعّده في تلك الكلمات الخبيثة، وعندما نضج مخطط الخبيث وقام بإعداد خنجر ذي عدّة رؤوس وتسميمه، دخل على المسلمين المسجد وعمر رضي الله عنه يؤمّهم فانقض على الفاروق وطعنه عدّة طعناتٍ أدت إلى استشهاده رضي الله عنه.
اختيار الخليفة من بعدهظلّ الفاروق رضي الله عنه بعد الطّعنة أياماً، حيث قرّر فيها اختيار عشرةٍ من الصّحابة الذين توفّي النّبي عليه الصّلاة والسّلام وهو راضٍ عنهم، وأمرهم بأن لا يختلفوا ويكون أمرهم شورى بينهم حتّى يتّفقوا على رجلٍ منهم ليكون خليفة له، فتوافق المسلمون على عثمان رضي الله عنه ليكون الخليفة الرّاشد الثّالث وذلك في السّنّة الثّالثة والعشرين للهجرة.
المقالات المتعلقة بوفاة عمر بن الخطاب