وسائل محاربة الرشوة في المجتمع

تنتشر عدد من الظواهر الاجتماعية السلبيّة في المجتمعات، ومن هذه الظواهر التي تزداد بشكل كبير في مجتمعاتنا ظاهرة الرشوة، وقد سبب وجود هذه الظاهرة عوامل كثيرة لا تبررها وإن كانت سبباً في وجودها، فما هي الرشوة؟ وما هي أسبابها؟ وما هي وسائل محاربة الرشوة في المجتمع؟

يطلق اسم الرشوة على الحالات التي يقوم فيها شخص بدفع مال لشخص آخر من أجل تحقيق منفعة شخصية لا تحلّ له، أو من أجل تيسير عقد صفقة تجارية معيّنة وغير ذلك الكثير من أشكال الرشوة المجرمة قانوناً المجرمة قانوناً، وقد حرمت الشرائع السماوية جميعها الرشوة بجميع أشكالها، كما أكدت الشريعة الإسلاميّة على تحريمها تحريماً قاطعاً، ففي الحديث الشريف لعن الله الراشي والمرتشي، واللعن هو الطرد من رحمة الله تعالى.

أمّا أسباب الرشوة فتتعدد في المجتمعات ونذكر منها:

• ضعف الوازع الدينيّ لدى كثير ممّن يتولّون المناصب بحيث لا تردعهم ضمائرهم عن أخذ الرشوة أو دفعها.
• غياب الرقابة الحكومية الرشيدة، فمن الأسباب التي تؤدي إلى الرشوة غياب الرقابة على بعض الموظفين والمسؤولين والمحاسبة، وهذا يشجّع ذوي النفوس الضعيفة بلا شك على أخذ الرشوة.
• فساد المنظومة السياسية والاجتماعية في البلد، فكل مجتمع بلا شكّ يؤسّس على منظمة أخلاقيّة، وقانونيّة، وتشريعيّة فيه تضبط سلوك الأفراد وتعاملاتهم، وتضمن سلامة النظام الاقتصاديّ والاجتماعيّ من تسلّل الظواهر السلبيّة كالرشوة والمال السياسي وغير ذلك.

أمّا وسائل محاربة الرشوة في المجتمع فتكمن في عدّة نقاط نذكر منها:

• زيادة الوعي المجتمعي بخطورة ظاهرة الرشوة ودورها في انحلال عرى المجتمع الأخلاقية وسهولة شراء الذمم، وانتشار الصفقات غير المشروعة، وحالات الإضرار بأصحاب الحقوق والمستضعفين في المجتمع بسبب تسخير المال كوسيلة تحقيق مكاسب تبنى على الشجع والطمع بغض النظر عن جميع الاعتبارات الأخلاقية والدينية.
• تثقيف الناس بحرمة مثل هذه السلوكيات، فقد لعن الله الراشي والمرتشي كما في الحديث الشريف، وهذه المهمة تقع بلا شكّ على العلماء والإئمة والخطباء في المجتمعات الإسلامية.
• اضطلاع دوائر الرقابة والمحاسبة في كل بلد مسؤولياتها في مراقبة الأعمال المشبوهة وغير القانونية.
• تطبيق القانون بحق المرتشين وفق تشريعات واضحة تضمن ردع المرتشين والراشين على حد سواء للقضاء على هذه الظاهرة بشكل نهائي.
• تطبيق معايير العدالة والمساواة بين جميع المواطنين بدون تمييز، وعلى أسس واضحة شفافة وبما لا يشجع ذوي النفوس الضعيفة لارتكاب مثل هذه السلوكيات.