هل الصور حرام
اختلف أهل العلم والفقه في حكم التصوير الفوتوغرافي لكل ذي روح , فجزء من العلماء حرمه لشملهم اياه بالتصوير المحرم الذي دلت الأدلة على تحريمه لأنه محاولا مضاهاة خلق الله , اضافة الى التعلق بأصحاب الصور و تعظيمهم و الاعجاب بهم الى حد الفتنة و عبادتهم دون الله سبحانه و تعالى , بينما حلله جزء أخر من العلماء لانه ليس تصويرا كالذي كان في عهد التشريع و لذلك فهو ليس مذكور في النصوص الشرعية , بل حتى أن العلماء قالوا أنه يختلف كليا عن التصوير المذكور في الأدلة الشرعية و الذي كان متداولا في العصر القديم , فقد كان التصوير محاولة ايجاد صورة محاكية و فيها مضاهاة لخلق الله سبحانه و تعالى , أما الأن فالتصوير هو نسخة عن ظل من خلق الله سبحانه و تعالى .
وفي الصحيحين أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتاها بأرض الحبشة ، وذكرتا ما فيها من تصاوير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن هؤلاء إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور، فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة . و من حجج التحريم أيضا ان في التصوير تشبه بالمشركين الذين يصورون ذات الأرواح و يعبدونها و يمجدونها و يقدسونها من دون الله سبحانه و تعالى .ومن الحجج أيضاً أن الصور تمنع دخول الملائكة , ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة " .
و نستنتج بالتالي أن ما لا تدعو اليه الضرورة و ليس له داعي ملح يجب منعه , اضافة الى التنبه من تصوير النساء و اظهار العورة و نشر الفتنة و عدم صيانة الأعراض , فهو أمر محذور شرعا .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) متفق عليه .
المقالات المتعلقة بهل الصور حرام