يمتلك كلٌّ منّا عدداً من نقاط القوة والضعف والتي تختلف من شخصٍ إلى آخر؛ فهي أحد الميّزات التي تميز كلّاً منّا عن الآخر، وتساهم في صقل شخصيّة الإنسان وعمله وحياته كلّها، فغالباً ما نتجنب المهمات التي تحتاج إلى مهاراتٍ نمتلك نقاط ضعفٍ فيها، ونسارع إلى المهمات التي نمتلك نقاط قوةٍ تؤهّلنا لفعلها، ولكنّ تجنب المهمات هذه بشكلٍ مستمر لا يؤدي إلّا إلى زيادة سيطرة نقاط الضعف علينا والخوف منها وزيادة صعوبة التخلص منها، ولهذا قد يقضي بعض الأشخاص حياتهم كلّها خائفين من نقاط ضعفهم ممّا يمنعهم من إظهار طاقاتهم الحقيقية في المجتمع.
كيفيّة معرفة نقاط القوة والضعفإنّ معرفة نقاط ضعفك وقوتك هي الخطوة الأولى لتسخير هذه النقاط في مجالات حياتك بأكملها، ومعرفة نقاط ضعفك وقوّتك تكون في البداية من تقديرك لنفسك ومعرفتها حقّ المعرفة؛ فالوالدان على سبيل المثال يعرفان ما يحبّه أولادهم وما يكروهونه وما يجيدونه، وكذلك المدير البارع، وكلّ هذا يأتي من مراقبة سلوكه لمدةٍ من الزمن.
كي تعرف نقاط ضعفك وقوّتك عليك أن تعرف ما الذي تحبه وتكرهه؟ وما هي النشاطات التي تجد المتعة الكبرى فيها؟ وما هي اللحظات أو المهمات التي تجد نفسك خائفاً عند القيام بها؟ وما هي القيم التي تَمتلكها ولا تستطيع الاستغناء عنها؟ فقد يجد البعض في هذه الأيام أنّ عدم قيامك بالغش في عملك هو أحد نقاط ضعفك والتي تؤخّرك عن البقية، ولكن عليك أن تعلم أنّ هذا الأمر لا ينبع من نقاط ضعفك إنّما من قيمك التي تؤمن بها.
لمعرفة نقاط ضعفك وقوتك عليك أن تسأل الناس من حولك ممّن تستطيع الوثوق بهم، فكما قلنا سابقاً أنّه بإمكانك سؤال والديك وإخوتك وأصدقائك وحتى مديرك في العمل في بعض الأحيان عمّا يعتقدونه اتجاهك، وأن تطلب منهم تغذيةً راجعةً عن تصرفاتك وأن تقبل النقد الذي تتلقاه ممّن حولك، فعادةً نسمع جميعنا النقد ممّن حولنا إلّا أنّنا نتكبر على أن نعي ما فيه من معاني وأن نستغلّه على الرّغم من كونه فرصةً يمكن من خلالها أن نتعلّم عن أنفسنا وأن نُحسّن منها بشكلٍ كبيرٍ جداً.
استغلال نقاط القوة والضعفبينما يُجيد العديدون استغلال نقاط قوتهم وتسخيرها في حياتهم من دون حتى أن يشعروا، يجد العديدون صعوبةً في مواجهة نقاط ضعفهم ممّا يمنعهم من إظهار مهاراتهم بالشكل الصحيح وينعكس على حياتهم بأكملها بشكلٍ سلبي، ولكن باستطاعة الجميع مواجهة نقاط ضعفهم، فمواجهة نقاط ضعفك شبيهة بمواجهة مخاوفك أو حيوانٍ مفترسٍ يحول بينك وبين طريقك نحو النجاح.
للتغلّب على هذا الحيوان الذي تخاف منه فإنّك بحاجةٍ إلى الشجاعة في بداية الأمر والإصرار على الوصول إلى هدفك، وأن تتجاوز بعض الجراح التي قد تتعرّض لها عند مواجهتك له، وأمّا إن كنت تحمل السلاح المناسب فإنّ تَغلّبك على هذا الحيوان سيكون أسهل بكثير، وفي حالتنا هذه فإنّ أفضل سلاحٍ لمواجهة نقاط ضعفك هو أن تستغلّ نقاط قوتك في مواجهتها، فبإمكانك أن تكتب نقاط ضعفك ونقاط قوتك، وأن ترى ما الذي تستطيع استغلاله من نقاط قوتك لمواجهة كلّ نقطة ضعفٍ لديك، وأن تبدأ بمواجهتها واحدةً تلو الأخرى فغالباً نستطيع التغلب على جميع نقاط ضعفنا بقليل من التحفيز.
لو فرضنا أنّ نقاط الضعف لشخصٍ ما هي الخوف من الحديث أمام الجمهور، وهي إحدى نقاط الضعف المنتشرة بشكلٍ أكبر ممّا نتصور لدى الناس، فإنّ بإمكان الشخص التغلب عليها بتسخير بعض نقاط القوة الموجودة لديه؛ كالقدرة على التحكّم بالمشاعر وضبط الأعصاب، أو القدرة على التخطيط والبحث، فلو أنّ شخصاً ما قام بالتخطيط والتدريب على كلّ حركةٍ سيقوم بها أمام الجمهور فلن يواجه مشكلةً كبيرةً في فعل ذلك، ومع المدة فإنّه سيتمكّن من تخطّي هذه العقبة والارتجال أمام الناس، وحتى أفضل المتحدثين يُسخّرون وقتاً للتحضير لما سيقولونه والتدرّب عليه عدة مرات، ويشعرون بالرهبة قبل الصعود أمام الناس، إلّا أنّهم بالتحضير والتدرب يستطيعون مواجهة رهبتهم هذه.
المقالات المتعلقة بنقاط القوة والضعف