نشأة علم البديع

نشأة علم البديع

نشأة علم البديع

علم البديع هو واحد من أهم فروع علوم البلاغة في اللغة العربية، والذي يختص في تحسن أوجه الكلام اللفظية والمعنوية، وأنشأ هذا العلم الخليفة العباسي المعروف باسم الأديب المعتز بالله، وذلك من خلال إصداره لكتاب عرف باسم البديع، وفيما بعد تحدث قدامة بن جعفر عن مجموعة من المحسنات الأخرى التي تستخدم في نقد الشعر، وتتابع ظهور التأليفات والكتب المتختصة بهذا المجال حتى أصبح مجالاً لتنافس الأدباء في اختراع المحسنات البديعية، وزيادة أقسامها، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا العلم يقسم إلى قسمين رئيسيين؛ وهما: محسنات معنوية ومحسنات اللفظية، وفي هذا المقال سنتحدث عن نشأة علم البديع.

المحسنات المعنوية

المحسنات المعنوية هي التي يكون التحسين فيها راجعاً للمعنى، وهناك انواع كثيرة من المحسنات المعنوية مثل:

  • الطباق: والذي يقسم بشكلٍ أساسي إلى طباق سلبي، وآخر إيجابي، والذي يعني الجمع بين الشيء وضدّه، ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: ﴿وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ﴾ [الكهف: 18] فالطباق بين كلٍ من أيقاظاً ورقود.
  • المقابلة: والتي تعني الإتيان بمعنيين غير متقابلين أو أكثر بحيث تتم مقابلتهم مع بعضهما البعض على الترتيب.
  • التورية: والتي تعني ذكر لفظين لهما معنيين؛ بحيث يكون المعنى الأول هو المعنى القريب والظاهر، أما المعنى الثاني فهو المعنى البعيد وغير الظاهر، والذي يخفيه الشاعر، ومن الأمثلة على ذلك قول الشاعر:
أبيات شعرك كالقصور ولا قصور بها يعوق ومن العجائب لفظهـا حر ومعناها رقـيـق.
  • حسن التعليل: وهي إنكار القائل الشيء المعروف بشكلٍ صريح أو ضمني.
  • المشاكلة: هي أن يذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبة ذلك الشيء.
  • التوجية أو الإيهام: هو أن يؤتى بكلام يحتمل على السواء معنيين متباينين، أو متضادين؛ كهجاء ومديح ليصل القائل إلى غرضه بما لا يؤخذ عليه.
  • المبالغة:وهو وصف الشيء وصفاً مستبعداً أو مستحيلاً.
  • التبليغ: وهو وصف الشيء بما هو ممكن عقلاً وعادةً.
  • الإغراق: وهو وصف الشيء بما هو ممكن عقلاً لا عادةً.
  • الغلو: وهو وصف الشيء بما هو مستحيل من ناحية عقلية.

المحسنات اللفظية

المحسنات اللفظية هي الكلمات التي يكون فيها التحسين راجعاً إلى اللفظ، والتي يحسن فيها المعنى نتيجة حدوث تحسين في اللفظ، ومن الأمثلة على هذا النوع من المحسنات:

  • الجناس: وهو عبارة عن حدوث تشابه في اللفظ، وفي النطق مع اختلاف في النطق والمعنى، أو أن يتشابه اللفظان في النطق ويختلفا في المعنى.
  • السجع: وهو حدوث توافق في الفاصلتين من ناحية النثر، أي حدوث تشابه في الحرف الأخير، مما يضفي جمالاً عاماً على النص.
  • رد العجز على الصدر: والذي يحدث من خلال جعل أحد اللفظين المكررين متجانسين من ناحية اللفظ.

المقالات المتعلقة بنشأة علم البديع