تلوّث المياه لا شكّ بأنّ المياه ذات أهميّة بالغة على حياة الإنسان وكافّة الكائنات الحية، وستنعدم الحياة على الأرض إن فقدت المياه أو فسدت، وتشغل المياه حيزاً كبيراً في الغلاف الجوي بنسبة 70% من مساحة الكرة الأرضيّة، ونظراً لأهمية المياه يجب المحافظة عليها من التلوّث، حيث إنّ التلوّث يؤثر بشكل مباشر على حياة الإنسان ويحدث العديد من الأضرار البالغة بالكائنات الحية، ويؤدي إلى حدوث خلل كبير في توازن البيئة والتي ستفسد بشكل كبير جداً عند فساد المياه، وتلوّث المياه هو تعرّض المياه لبعض الأمور التي تغير من طبيعته أو تفسد خواصه، فتصبح غير صالحة للإستخدام البشري أو الغير بشري كالحيوانات، والنباتات.
أسباب تلوّث المياه
تتلوّث المياه عند تعرّضها لمصادر التلوّث المختلفة، وهي:
- تعرّض مياه المطر للملوّثات البيئية المختلفة الموجودة في الهواء كالأتربة، والغازات، والأكاسيد المختلفة، والسموم، عند نزوله، ثمّ مخالطته لمياه المسطحات المختلفة، ممّا يؤدّي إلى تسمّمها وتسمّم كافة الكائنات البحريّة ومنها الأسماك التي يعتمدها الإنسان كمصدر غذائي مهم، بالإضافة إلى الطيور التي تتغذّى على الأسماك، وكذلك عند نزول هذا المطر الملوّث على الأتربة والنباتات وتسممها به، ممّا يؤدّي إلى أذيّة الإنسان والحيوان في حال تناول تلك النباتات السامة.
- مخالطة مياه المجاري (الملوّثة بالمواد المصنعة، والبكتيريا، والميكروبات الضارّة) بمياه الأنهار والبحيرات ممّا يؤدّي إلى تلوّثها.
- إلقاء مخلفات المصانع المختلفة على المياه النظيفة، والتي تسبّب تلوّث المياه بالعديد من الملوّثات كالأحماض، والأصباغ، والمواد الكيميائية، والمعادن السامة كالرصاص، بالإضافة إلى البكتيريا والدماء والدهون.
- التلوّث الحراري للمياه الناجم عن المفاعلات النووية، وقد يسبب هذا تلوّث إشعاعي للمياه، ممّا يؤثّر على الأجيال القادمة وطبيعة أجسامهم.
- تلوّث مياه الصرف والترع والقنوات بالمبيدات الحشرية في حال انسيابها عليها أو غسل أدوات الرش بها، وتعتبر المبيدات الحشريّة من أكثر المواد السامّة التي تؤدّي بحياة الإنسان والحيوان في حال دخلت إلى جسده.
- تسرّب البترول إلى البحار والمحيطات، ممّا يؤدّي إلى تلوّثها وموت أعداد هائلة من الأسماك والكائنات البحريّة المختلفة.
- تلوّث المياه بالأسمدة الكيميائية التي التي يتم استخدامها بالزراعة.
ما على الإنسان سوى تفادي كافة المسببات التي تؤدّي إلى تلوّث المياه والعمل على إيجاد البدائل الطبيعية للمواد الكيميائية المستخدمة، وعدم تعريض الهواء للملوّثات والسموم، ويجب على الإنسان أن يفهم مصلحته جيداً وألّا يلحق الضرر بنفسه وبالبيئة التي يعيش فيها، وأن يحاول منع الخراب على الأرض والقيام بإصلاحها بشتّى الطرق الممكنة.