دخان المصانع تشهدُ الآونة الأخيرة ازدياداً كبيراً في عدد المصانع، لا سيّما أنّ التصنيعَ قد تطوّر في مختلفِ المجالات الحياتيّة تلبيةً للمتطلّبات البشريّة، ولكن قد ترتّب على تشييد المصانع تفاقمُ مشكلة التلوّث الهوائيّ بشكل خاصّ، حيث إنّ أعمدة الدّخان المتصاعد تسببت في إحداث ضررٍ على الإنسان، والحيوان، والنبات، والأبنية أيضاً، والتي سنتناولها في هذه المقالة.
أضرار دخان المصانع - يسبّب تلوّث الهواء بدخان المصانع حدوثَ مشاكل صحيّة عند الإنسان، كالإصابة بأمراض مرتبطة بالجهاز التنفسيّ، كالالتهاب الرئويّ والربو، بالإضافة إلى احتماليّة الإصابة ببعض أمراض العيون وأمراض القلب.
- قد يؤدّي إلى الوفاة إذا ما ارتفع تركيزُ الملوّثات في الهواء بشكلٍ مفاجئ، مثلما حدثَ مع ما يزيدُ عن اثنيْ عشر ألفاً من الأشخاص في لندن في العام 1952م، إذ ماتوا نتيجةً لتشكّل الضباب الدخانيّ، والذي يعرّف على أنه خليط غازيّ يتكوّن من جزيئاتٍ صلبة مع بخار الماء، والذي يتشكّل في المناطق الصناعيّة والمناطق المزدحمة بالسكّان، إذا ما تواجد سكونٌ هوائيّ.
- يؤثّر الدخانُ على الحيوانات أثناءَ تنفّسها له، أو من خلال تناول الأعشاب الملوّثة، الأمر الذي ينتج عنه قلة في إنتاجيّة هذه الحيوانات، وهزالها، وموتها في بعض الأحيان.
- يسبّب حدوثَ ظاهرة الأمطار الحمضيّة التي يرتبط سقوطها بالغازات التي تنبعث من المصانع، مثل أكاسيد النيتروجين والكبريت، إذ تتّحد الغازات مع بخار الماء في الجوّ فتكوّن أحماضاً كحمض الكبريتيك، والذي يسبّب ذوبانه مع المطر رفْعَ درجة حموضته، وتسقط هذه الأمطار الحمضيّة على معظم دول أوروبا الصناعيّة، واليابان، وشمال شرق الولايات المتّحدة الأمريكيّة، ومن الممكن أن تمتدّ إلى مناطق أبعدَ من منطقة منشأ هذه الأحماض، وذلك بسبب قوّة دفع الرياح لها، كما هو الحال مع الأمطار الساقطة على كلٍّ من النرويج، والسّويد، والدنمارك، والتي مصدرها فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، ولهذه الظاهرة العديدُ من الأضرار، ولعل أهمَّها زيادة نشاط التجوية الكيميائيذة؛ بسبب تآكل المعادن وحجارة المباني من الأحماض الموجودة في هذه المياه.
- يغلق المسامّ الموجودة في أوراق النباتات نتيجة لترسيب الملوّثات عليها، ويترتّب على ذلك إعاقة عمليّة النتح والتنفّس؛ وكذلك إعاقة عمليّة تلقيح النباتات.
- يؤدّي إلى اتّساخ الأبنية وتغيّر لونها بفعل الدخان.
طرق الحدّ من انبعاث الأدخنة - الاعتماد على مصادر الطّاقة النظيفة قدر الإمكان، كطاقة الرياح، والطاقة الشمسيّة والمائيّة بدلاً من حرق البترول، والفحم كمصادر للطاقة.
- تخطيط المدن بشكل جيّد، حيث يجب مراعاة عدم التوسّع في إنشاء المدن الكبيرة، وإبعاد بناء المصانع عن المناطق السكنيّة.
- التزام المصانع بضرورة وضع فلاتر على أعمدة الدخان لتقليل أثر الدخان المتصاعد.