موضوع تعبير عن حقوق الإنسان

موضوع تعبير عن حقوق الإنسان


حقوق الإنسان

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في أحسن صورةٍ، وفضّله على جميع المخلوقات، وميّزه بالعقل والذكاء والحكمة، وجعله الآمر الناهي في الأرض، والمتحكّم فيها والمستفيد منها ومن جميع المخلوقات، ومنحه الحقوق التي تكفل له العيش الكريم، كما وضع عليه الواجبات. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء:70].

استناداً إلى حكمة الله سبحانه وتعالى في خلق الإنسان وتكريمه، وُضِعت النّصوص والقوانين والتشريعات التي تضمن حقوق الإنسان، والتي استُمدّت في معظمها من الديانات السماوية والشرائع الإلهية، فقد جعل الله سبحانه وتعالى للإنسان الكثير من صور التكريم والتفضيل، ومنع التمييز بين البشر سواءً بالعرق أو الجنس أو اللون، وقد جاءت جميع الشرائع السماويّة وخصوصاً الإسلام، بمَنع العنصرية ونبذها، وإيتاء كلّ ذي حقٍ حقه، لأنّ الله خلق الناس سواسيةً، ولا تمييز بينهم في الحساب والمعاملة في الدنيا والآخرة، والمقياس الوحيد الذي تتفاضل به الخلق يوم القيامة هو مقياس التقوى، وهذا كله من أفضل الحقوق التي مُنحت للإنسان.

على الرّغم من تبنّي معظم الدول معاهدة حقوق الإنسان، إلا أن الإنسان لقي الكثير من انتهاكات الحقوق من قبل أبناء جنسه، ولاقى الكثير من التمييز والعنصرية، فقد تمّ حرمان عددٍ كبيرٍ من البشر من أبسط حقوقهم، فقط لأنهم من أصحاب البشرة السوداء، حتى إنّهم عوملوا عبيداً وإماءً، وديست كرامتهم باسم القوة والغطرسة والجبروت، وبقي هذا الحال قروناً عدة، حتى تمّ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتم تأسيس مئات الجمعيات في دول العالم، التي تُعنى بصون حقوق وكرامة الإنسان في كل مكان.

تمّ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من كانون أول، من عام ألفٍ وتسعمئةٍ وثمانيةٍ وأربعين، من قبل الأمم المتحدة ، التي أصدرت هذه الحقوق على شكل وثيقةٍ مكتوبةٍ، وتمّ تعميمها على جميع دول العالم، وتضمّنت ثلاثين مادة، ذكرت فيها حقوق الإنسان بكافة تفاصيلها، حتى أصبح انتهاك حقوق الإنسان في الوقت الحاضر جريمةً يعاقب عليها القانون، وقد تمّ تبنّي تطبيق الوثيقة من قبل الأمم المتحدة، وتم وضع بنود مهمة حوله في القانون الدولي، الذي يكفل الحقوق لجميع الناس على حدٍ سواء.

تتضمّن الحقوق الصادرة في وثيقة حقوق الإنسان حقوقه المدنية، وحقوقه السياسية، وغيرها من حقوقٍ اجتماعيةٍ واقتصاديةٍ وثقافيةٍ، وقد تم إضافة هذه الحقوق كلها تباعاً ووضعها في وثيقةٍ واحدةٍ، وتَعميمها على جميع الدول، وانبثقت من حقوق الإنسان وثائق تضمن حق المرأة، وحق الطفل، وقد دخلت هذه الوثائق كلّها حيز التنفيذ.

على الرّغم من الجهود الدولية لضمان حقوق الإنسان فإنّ حقوقه لا زالت إلى اليوم تُنتهك بأبشع الطرق، من قتلٍ وتخريبٍ وتدمير واغتصابٍ وجرم، خصوصاً في أماكن الحروب وجيوب الفقر، وفي بعض الدول الإفريقية التي تعاني من المجاعات، وغيرها، لذلك يجب أن يتمّ تكثيف الجهود أكثر فأكثر، كي يعيش الإنسان بسلامٍ، متمتعاً بكامل حقوقه.

 

المقالات المتعلقة بموضوع تعبير عن حقوق الإنسان