منح الله سبحانه وتعالى لعدد من الصحابة الكرام أجر وفضيلة الشهادة في سبيله إلى جانب فضائلهم الكثيرة ومناقبهم العظيمة، فسيدنا الفاروق عمر رضي الله عنه رويت في فضائله الكثير من الأحاديث والمأثورات والسير، فهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو الذي يفرق منه الشيطان ويفر منه لقوته في الحق كما وصفه النبي عليه الصلاة والسلام.
كتب الله سبحانه له الشهادة في سبيله عندما قتل غيلة في السنة الثالثة والعشرين من الهجرة الشريفة، وبعد عشر سنوات قضاها خليفة عادلاً راشداً، فعم الأرض في عهده السلام والأمن والرخاء والطمأنينة، ومن بين الصحابة الذي كانت نهايتهم الشهادة سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فما هي قصة الشهادة لهذين الخليفتين الراشدين ؟ ومن هو من سمي بشهيد المحراب منهما ؟
نتيجة الفتوحات الإسلامية في المشرق والمغرب في عهد الفاروق رضي الله عنه، توسعت الدولة الإسلامية بشكل كبير، ومن بين الدول التي تمكن المسلمون من فتحها بلاد العراق وفارس وقد كانتا تحت حكم الفرس، وقد دخلت شعوب تلك المنطقة في الدين الإسلامي، ومن بين الذين دخلوا هذا الدين رجال ادّعوا الإسلام ولم يزل الكفر والنفاق في نفوسهم، فقد ساءهم ما وصل إليه الإسلام والمسلمون من مجد وسؤدد ورفعة.
في يوم من الأيام وبينما كان الخليفة الفاروق رضي الله عنه يؤم المسلمين في صلاة الفجر، إذا برجل من مجوس أهل فارس ويدعى أبا لؤلؤة المجوسي يدخل المسجد ويتوجه إلى الخليفة ليقوم بطعنه غدراً وغيلة بخنجره المسموم، ليرتقي عمر رضي الله عنه إلى ربه شهيداً في السنة الثالثة والعشرين للهجرة.
تولى الخليفة علي رضي الله عنه الخلافة في وقت اشتدت فيه الفتن وكثرت فيه المشاكل والقلائل بين المسلمين، وقد ظهرت في عهد علي رضي الله عنه جماعة ادعت أن الحق بيدها وقامت بالخروح على جماعة المسلمين وتكفيرهم وسميت بجماعة الخوارج.
قررت تلك الجماعة في مراحل متقدمة من عداوتها للمسلمين قتل إمامهم علي رضي الله عنه، فتربص أحد رجالها الأشقياء ويدعى عبد الرحمن بن ملجم بالخليفة ،وهو خارج إلى صلاة الفجر وضربه بالسيف على رأسه ليرتقي شهيداً في سنة أربعين للهجرة.
بعد ذكر قصة استشهاد الخليفتين الفاروق عمر والإمام علي رضي الله عنهما، يمكن أن نطلق على كلاهما لقب شهيد المحراب، لأن كلاهما قتل وهو يؤم المسلمين في صلاة الفجر في المسجد.
المقالات المتعلقة بمن هو شهيد المحراب