هو المستشار السياسي للرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي، ورئيس وزراء أسبق أيضاً، وهو عبد الكريم علي يحيى محمد عبد الله الأرياني، ولد في عشرين من شهر فبراين من سنة 1931م في مدينة إريان الكائنة في محافظة إب اليمنية.
ينحدر من نسب مشرّف، إذ تربطه صلة قرابة مع الرئيس الثاني لليمن وهو القاضي عبد الرحمن الإرياني، وتتمثل صلة القرابة بأن الأخير هو عم عبد الكريم الأرياني.
نشأ عبد الكريم الأرياني في كنف عائلته التي امتهنت القضاء، وتلقى تعليمه للمرحلة الثانوية في العاصمة المصرية سنة 1958، وحصل على شهادة الثانوية العامة هناك، والتحق فيما بعد بجامعة تكساس في الولايات المتحدة وحصل على شهادة البكالوريوس منها في تخصص الزراعة، والتحق بجامعة جورجيا للحصول على شهادة الماجستير، وفي عام 1968م تمكن من الحصول على شهادة الدكتوراه من جامعة ييل بكونيتيكت.
بدأت حياة عبد الكريم الأرياني السياسية في عام 1974م، إذ تولى منصب وزير التنمية اليمنية، ثم أصبح وزيراً للتربية والتعليم، ثم وُلّي منصب رئيس جامعة صنعاء، وفي الفترة ما بين 1980-1983 أصبح رئيساً للحكومة اليمنية في الجزء الشمالي قبل أن تتوّحد البلاد، وفي عام 1990م كانت اليمن قد توحّدت كاملة، أصبح حينها وزيراً للخارجية ونائباً لرئيس الوزراء، وفي الفترة ما بين 1994-1997م أصبح نائباً لرئيس الوزراء ووزير الخارجية.
أُطلق لقب "آخر حكماء اليمن" على عبد الكريم الأرياني، ويعود السبب في هذا الوصف إلى الموقف الذي أداه في عدة مواقف ونزاعات عاشتها اليمن خلال ثلاثة عقود وكان من أهمها حين تمكن من إقناع مجلس الأمن الدولي بعدم منع استمرار المعارك الدائرة بين جنوب وشمال اليمن في عام 1994م، ويذكر بأنه بعد هذا كان قد أعلن علي سالم رئيس الجزء الجنوبي الانفصال.
كان آخر منصب شغله عبد الكريم الأرياني هو منصب رئيس الوزراء في اليمن وكان ذلك في التاسع والعشرين من شهر أبريل عام 1998، وبقي في هذا المنصب مدة أربع سنوات، وانتهت خدمته في واحد وثلاثين من شهر مارس من سنة 2001م.
من أبرز مواقفه السياسية الحكيمة هو أنه كان أول الموقعين على وثيقة حل القضية الجنوبية التي أبرمت في الرابع والعشرين من شهر ديسمبر، وجاء ذلك بالرغم من المعارضة التي لقيتها الوثيقة من أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان الأرياني ممثلاً له في مؤتمر الحوار الوطني.
صارع عبد الكريم الأرياني المرض لفترة وجيزة، إذ ألمّت به جلطة دماغية في وقت سابق لوفاته بفترة، وفي مساء يوم الأحد الموافق الثامن من شهر نوفمبر عام 2015م انتقل الأرياني إلى جوار ربه وهو راقد على سرير الشفاء في إحدى مستشفيات العاصمة الألمانية فرانكفورت، وذلك عقب خضوعه لعملية جراحية.