من هم أصحاب الكهف وكم عددهم

من هم أصحاب الكهف وكم عددهم

في فترةٍ من فترات حكم الإمبراطوريّة الرّومانيّة تولّى عددٌ من الحكّام المستبدّين مقاليد الأمور في الإمبراطوريّة، وفرضوا على النّاس الّذين يدينون وقتئذٍ بالمسيحيّة أن يتحوّلوا عن ديانتهم إلى عبادة الأوثان والشّرك بالله تعالى، وقد كان من بين هؤلاء الحكّام المستبدّين ديقيانوس؛ حيث اتّبع مع قومه أساليب التّرهيب والوعيد حتّى يتركوا دينهم، وقد كان هناك نفرٌ وجماعةٌ من المؤمنين الّذين ثبتوا على دينهم، ورفضوا ما اتخذ قومهم من الآلهة التي عبدوها من دون الله من دون سلطان أو علمٍ لديهم.

وقد عزم هؤلاء النّفر على الهجرة من ديارهم وترك ما عليه قومهم من الشّرك والضّلال فرارًا بدينهم وعقيدتهم، فوصلوا إلى مكانٍ وجدوا فيه كهفًا، فمكثوا فيه حتّى ضرب الله تعالى على آذانهم في هذا الكهف فظلّوا نائمين ثلاثمئة سنة وتسعة أيّام. وقد كان منظر هؤلاء النّفر المؤمنين مرعبًا حتّى إنّ من ينظر إليهم يظنّهم أحياء وهم رقود، وقد كانت الشّمس تميل عن كهفهم في آيةٍ من آيات الله المعجزة لحفظ أجسادهم من أن يمسّها الضرر والسّوء، ثمّ شاء الله تعالى بعد هذه المدّة الطّويلة أن يبعثهم من مرقدهم هذا، فاستيقظوا وهم لا يعلمون كم لبثوا من الأيّام، فأرسلوا أحدهم ليجيئهم بخبر القوم.

وعندما وصل الشخص إلى المدينة وجد الحال غير الحال؛ حيث ذهب عصر الظّلم والاستبداد والطّغيان، وأصبح النّاس يتمتّعون بحريّةٍ في الدّين والمعتقد؛ حيث رجع النّاس إلى اعتناق دين آبائهم وهو المسيحيّة، فرجع إلى جماعته ليبشّرهم بهذا الأمر، ففرحوا لذلك أشدّ الفرح، ولم يطل بقاؤهم بعد ذلك؛ حيث توفّاهم الله تعالى بعد أن علم القوم بقصّتهم وحالهم، وقد اختلف القوم ماذا سيصنعون في قبرهم، فمن النّاس من أشار أن يبنوا عليهم بنيانًا، واستقر الأمر أخيرًا على بناء مسجد على قبرهم.

وقد تكلّم العلماء في عدد أهل الكهف وكم كانوا، وخاصّةً أنّ الله تعالى في سورة الكهف لم يحدّد عددهم، وإنّما ذكر سبحانه أقوال النّاس في ذلك فمنهم من رأى بأنّهم ثلاثة ورابعهم كلبهم، ومنهم من رأى بأنّهم خمسة وسادسهم كلبهم، ومنهم من رأى بأنّهم سبعة وثامنهم كلبهم، وقد رجّح ابن عبّاس رضي الله عنه أنّهم سبعة وسابعهم كلبهم، ذلك بأنّ الله تعالى قد ذكر اثنين من الأقوال، وأتبعهما بقوله سبحانه (رجمًا بالغيب)، ثمّ ذكر سبحانه الآية التي فيها أنّ عددهم سبعة وثامنهم كلبهم، وقد دلّت عددٌ من المصادر القديمة عن أهل الكتاب على أنّهم سبعة؛ حيث يسمّون في المسيحيّة بالسّبعة النّائمين.

المقالات المتعلقة بمن هم أصحاب الكهف وكم عددهم