من الذي نقط القرآن

من الذي نقط القرآن

تنقيط القرآن الكريم وتشكيله

تكفّل الله سبحانه وتعالى بحفظ القرآن الكريم منذ لحظة نزوله على رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأكمل رسول الله صلى الله عليه وسلم بدوره حفظه للقرآن الكريم إذ كان يأمر الكتبة بكتابة الآيات الكريمة في مواضعها الصحيحة فور نزولها، وكانت حينها الأحرف خالية من التنقيط والتشكيل، ومع انتشار الدين الإسلاميّ ودخول العجم في الدين الإسلامي كثر اللحن والخطأ في لغة العرب، والخطأ في قراءة القرآن الكريم.

مع تفاقم الوضع هرع أبو الأسود الدؤلي إلى أحد تابعي الصحابي الجليل علي بن أبي طالب وعلمّه مبادئ النحو، وأقدم على خطوة وضع النقاط على الحروف كضبط للقرآن الكريم.

أبو الأسود الدوؤلي هو من نقط القرآن

هو العالم المسلم النحوي ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي الكناني، ويكنّى بأبي الأسود الدؤلي، يعّد من دهاة العرب في علم النحو والشعر وكلّ ما يتعلّق باللغة العربية، ولد في السنة السادسة عشر قبل الهجرة النبوية، وعاصر الخلافتين الراشدية والأموية.

من الجدير بالذكرأنّ الفضل يعود لأبي الأسود الدؤولي في تشكيل أحرف المصحف، وتنقيط الأحرف العربية وجاء ذلك جميعه بناءً على أوامر الإمام علي بن أبي طالب، وكما قام بضبط قواعد النحو جميعها حتى لُقّب بملك النحو.

اعتنق أبو الأسود الدؤولي الإسلام خلال عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أنّه لم يكن صحابياً لكونه لم يرى الرسول صلى الله عليه وسلم، وينتمى لقوم بني الدئل حلفاء قريش في صلح الحديبية، وجاء إلى المدينة المنورة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ الأحاديث عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعلّم قراءة القرآن الكريم من الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه.

يشار إلى أنّ أبي الأسود الدؤولي قد نُصّب في عدد من المناصب العليا في مدينة البصرة خلال خلافة كلّ من الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعاً، فولاه أمير البصر عبدالله بن عباس منصب كاتب ثمّ قاضي المدينة.

عُرف أبو الأسود الدؤلي بدهائه وحنكته، فجاء في إحدى روايات الصحابي علي بن أبي طالب بأنّه أراده أن يمثله في حادثة التحكيم ومفاوضاً عنه، فرفض الناس ذلك، وبالرغم ممّا عرف عن أبي الأسود الدؤولي من صفات حميدة ودهاء إلا أنّه كان يعرف بالبخل.

توفي أبو الأسود الدؤلي في سنة 69 للهجرة في مدينة البصرة إثر إصابته بمرض الطاعون عن عمر يناهز خمس وثمانين عاماً، ويذكر أنّه أصيب قبل وفاته أيضاً بمرض الفالج، فأصيب بالعرج على إثر ذلك.

المقالات المتعلقة بمن الذي نقط القرآن