شروط قراءة القرآن

القرآن الكريم معجزة الله الخالدة إلى يوم الدين، وتلاوته أحد العبادات التي يتقرّب العبد إلى ربه من خلالها، فهي تزيد الحسنات، وترفعالدرجات، وتخلد في جنان النعيم، ودار المقامات، يقول صلى الله عليه وسلم : "مَن قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف".

القرآن الكريم هو شرعة الله ومنهاجه، الذي أنزله على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهو الكتاب الوحيد الذي يؤمن به المؤمنون، ويعظمونه، وبغير الإيمان لا يكون الإسلام صحيحاً.

هنالك آدابٌ وشروط من الواجب اتباعها عند قراءة القرآن، وتدبره، ومن الملاحظ أننا ألحقنا القراءة بالتدبّر، فلا قراءة دون تدبّر، وهنالك من العلماء وأهل العقيدة من رفض هذه القراءة التي هي دون فهم لمعاني القرآن وأهدافه، ومن هذه الآداب والشروط:

• عقد النية، والتوكل على الله، وجعل حبّ القراءة نابعٌ من القلب، بهدف القرب من الله، وليس مجرد عبادة.
• القصد والغاية من القراءة هو خالصة لوجه الله تعالى، دون رياء، أو طلب شهرة دينية، أو دنيوية.
• التطهّر التام، وهنا نعني بالتام من الداخل والخارج، فطهارة الجسم مطلوبة، ونظافة الثياب وحسن المظهر والهيئة، وطهارة النفس من الذنوب والعيوب، وطهارة الكلم من الخبث والفسوق.
• القراءة والتدبر بجميع الحواس، فمن الواجب أن يكون الإنسان مشغولاً بالقراءة، شاغلاً لسانه وعقله، وسمعه، وإلا قادت القراءة صاحبها إلى الخطأ واللغو واللحن في القرآن.
• استقبال القبلة، من العلماء من أتبعها بإن أمكن، أي أنه من الممكن أن لا تتخذ القبلة اتجاهاً عند قراءة القرآن.
• استخدام السواك قبل القراءة، وهذا من أحد السنن التي أخذها المسلمون عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
• لا يجوز قطع تلاوة القرآن لأمور الدنيا الصغيرة الفانية، إلا في حالات الضرورة، وينهي قارئ القرآن تلاوته بصدق الله العظيم.
• استشعار المعاني الكامنة في أإلفاظ القرآن، واستشعار عظمة الله أيضاً، فهذا القرآن كلامه سبحانه وتعالى.
• اختيار الأوقات المناسبة لقراءة القرآن، والتي يكون فيها الذهن صافياً، متقبلاً لكل أوامر الله ونواهيه، ومن الأوقات المستحبة لقراءة القرآن: بعد صلاة الفجر، وفي منتصف الليل وجوفه، حيث يكون الإنسان بعيداً عن الحياة ومظاهرها.
• بداية القراءة تكون بالتعوذ من الشيطان الرجيم، وقول بسم الله الرحمن الرحيم.
• الابتعاد كل البعد عن القيام بالمعاصي والذنوب، فهي من الموانع التي تقف بين المسلم وفهم القرآن الكريم.