من أول من جمع القرآن

من أول من جمع القرآن

القرآن الكريم

القرآن الكريم نعمة من السماء نزلت إلى الأرض، عن طريق الوحي إلى أشرف الخلق والمرسلين، وهو حلقة الوصل بين العباد وخالقهم، ونزل ليكون للعالمين نذيراً، وهادياً ونصيراً، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا) (النساء: 174)، وقد أنزل الله تعالى القرآن على رسول الله صلى االله عليه وسلم متقطعاً وليس كاملاً وذلك لحكم عديدة، أهمّها تثبيت قلب الرسول صلّى الله عليه وسلّم وتصبيره، وكان الرسول صلّى الله عليه وسلّم بعد أن يتلقّى القرآن من الوحي، يقرآه أمام الصحابة، وكان القرآن في زمنه صلّى الله عليه وسلّم، مفرقاً في صدور الرجال ولم يحفظه إلّا ثلاثة: زيد ابن ثابت، وأُبي بن كعب، وعبدلله بن مسعود، وفي يوم الإثنين في الثاني عشر من شهر ربيع الأوّل سنة إحدى عشرة للهجرة، توفي الرسول صلّى الله عليه وسلّم، بعد أن ولى الخلافة لأبي بكر الصديق، وكان عهده امتداداً لعصره، صلّى الله عليه وسلّم، وقد كان يجمع الصحابة والصالحين لاستشارتهم وتبادل الرأي معهم، وعلى رأس هؤلاء: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وغيرهم رضي الله عنهم، وكانت المدينة المنورة فى عهده عاصمة الدولة الإسلاميّة ومركز الحكم ومقر الخلافة.

جمع القرآن

بعد موت الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ارتدّ كثيراً من الناس عن الإسلام، وحدثت حروب وانقلابات كثيرة ضدّ الدولة الإسلاميّة، وكانت المعركة التي حولت مسار القرآن من العقول إلى الصحف، معركة اهل اليمامة، حيث توفي الكثير من حفظة القرآن، فجاء عمر رضي الله عنه، إلى أبي بكرالصديق وقال له أنّ ما حدث من قتل للمسلمين حافظين القرآن، يقلقه وأنّه يخشى ضياعه إذا استمرّ القتل، فأشار رضي الله عنه إلى الصديق بجمع القرآن، فرفض أبي بكر لأن هذا الشئ لم يفعله الرسول في عهده، فكيف لهم أن يفعلوه بعد موته، وشرح الله تعالى صدر أبي بكر فما لبث إلى أن استجاب لاستشارة عمر رضي الله عنه، فبعثو وراء زيد بن ثابت، فقالا: (يا زيد أنت رجل شاب وأنت كنت تكتب الوحي، فتتبّع القرآن فاجمعه، قال زيد: والله لو كلفاني نقل جبل لنقلته ولكان أهون علي ممّا أمراني به من جمع القرآن، فقلت لهما: كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ فقالا: هو خير فلم يزالا يراجعاني حتّى شرح الله صدرهما).

تمّ جمع القرآن وبقي عند أبي بكر الصديق حتّى توفاه الله، ثمّ بقي عند عمر رضي الله عنه إلى أن وافته المنية، وضع عند حفصة بنت عمررضي الله عنهما، وفي خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، قام بتوحيده بلغة قريش، للقضاء على الفتنة التي ظهرت في عهده.

المقالات المتعلقة بمن أول من جمع القرآن