الصّفر هو العدد الصّحيح الذي يسبق الـعدد (1) ويلي العدد (-1)، وهو عددٌ، ورقمٌ في الوقت ذاته، والصّفر كعدد يعني عدم وجود قيمة، فإذا كان هناك شيء له وزن صفر مثلاً، فإنّه ليس له وزن، يُعد الصّفر عنصراً محايداً لا يغيّر من قيّم الأعداد الصّحيحة والأعداد الحقيقية عندما يُجمع معها، أما الصّفر كرقم فيُستخدم كعنصرٍ نائبٍ في أنظمة القيمة المكانيّة، يُسمى الصّفر باللغة الإنجليزية "zero"، و "nil"، و "nought"، و"naught". وأصل كلمة صفر في اللغة العربية ترجمة للكلمة السّنسكريتية (śūnya) والتي تعني فارغ، وعند ترجمة كلمة صفر أصبحت "zephyr" أو "zephyrus" باللاتينيّة، ومنها جاءت الكلمة الإيطاليّة zefiro.[١]
تاريخ اختراع الصّفربالرغم من أنّ مفهوم اللا شيء، أو عدم وجود شيءٍ من المفاهيم التي يعرفها البشر منذ القدم، إلا أنّ مفهوم الصّفر يُعد مفهوماً جديداً نوعاً ما. ويُعد السومريون أول من أوجد نظام العد في العالم قبل ما يقرُب من خمسة آلاف عام، ومنهم انتقل نظام العد السّومري إلى البابليين حوالي (300) عام قبل الميلاد. وقد كان السّومريون يعبرون عن الصّفر بترك فراغ بين الأرقام، ثم استعاضوا عن الفراغ بوضع خطين لتمثيل قيمة الصّفر، أما الهنود فقد اقتربوا كثيراً من مفهوم الصّفر دون أن يتوصلوا إليه حتى جاء عالم الرّياضيات محمد بن موسى الخوارزمي الذي استفاد من علوم الهنود، واقترح أنه عندما لا يظهر أي عدد في خانة العشرات فيجب استخدام دائرة صغيرة في الحسابات، ودعا العرب هذه الدائرة "sifr".
كان اختراع الصّفر حاسماً بالنسبة للخوارزمي، وقاده لاختراع علم الجبر في القرن التّاسع. كما طور الخوارزمي في ما بعد طُرُقاً سريعةً لضرب الأرقام وتقسيمها والتي عُرفت بالخوارزميات، انتقل الصّفر عن طريق فتح العرب لإسبانيا إلى أوروبا، وهناك تشكّك قادة الدّين المسيحي بالصّفر العربي، ووصفوه بأنه "شيطاني"، وتم حظره ومُنع استخدامه، إلا أنّ التّجار استخدموه سراً وبشكل غير قانوني، بحلول عام (1600) ميلادي تم قبول استخدام الصّفر في جميع أنحاء أوروبا، وأصبح أساسيّاً في نظام الإحداثيات الدّيكارتية، وحساب التّفاضل والتّكامل الذي مهّد الطّريق لتطور علوم الرّياضيات، والفيزياء الحديثة، والهندسة، والحاسوب، والكثير من النّظريات الماليّة والاقتصادية.[١][٢]
خصائص الصّفر الرّياضيّةمن خصائص الصّفر الرّياضيّة ما يلي:[١]
هو أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي، يقال إنّه وُلد حوالي عام (781) ميلادي، ولم يُعرف وقت وفاته على وجه التحديد (ما بين 232 - 236 هـ)، وهو عالم مسلم له دور كبير في تطوّر علم الرّياضيات، والفلك، والجغرافيا ورسم الخرائط، والحاسوب. عينّه الخليفة المأمون على رأس خزانة كتبه التي أسسها في دار الحكمة في بغداد، وعهد إليه بترجمة الكتب اليونانية، واستفاد الخوارزمي من اطّلاعه على الكتب المختلفة في خزانة المأمون، فدرس الرّياضيات، والتّاريخ، والجغرافيا، والفلك، وأحاط بالمعارف اليونانيّة والهندية، وألّف العديد من الكتب، كانت جميعها باللغة العربية، لأنها لغة العلم في ذلك الزمن. من ألقابه أبو علم الحاسوب، وأبو الجبر. وقد صف ألدو مييلي عظمة الخوارزمي بقوله: (وقد افتتح الخوارزمي افتتاحاً باهراً سلسلة من الرياضيين العظام). ومن أهم أعمال وإنجازات الخوارزمي ما يلي:[٣]
المقالات المتعلقة بمن اخترع الصفر