الأسرة هي اللبنة الأساسية التي يقوم عليها المجتمع، وتتكوّن من أفراد تربط بينهم صلة الرحم والقرابة، كما تساهم الأسرة في النشاط الاجتماعي في كلّ جوانبه الروحيّة، والماديّة، والاقتصاديّة وغيرها، ولكي يتسنّى للأسرة القيام بوظائفها وتأدية دورها بشكل سليم لا بدّ أن تتوفّر لها مجموعة من الأساسيّات والمقوّمات التي تساعدها على القيام بذلك، وهنا في هذا المقال سنتحدث عن مقوّمات استقرار الأسرة وآثارها في حياة الأفراد.
المقوّمات الاقتصاديةأثبتت العديد من الدراسات أنّ الكثير من الانحرافات والمشاكل الأسريّة تعود إلى العجز عن ضبط النشاط الاقتصادي، وتوفير الخدمات والسلع الكافية لأفراد المجتمع، حيث إنّ عجز الفرد عن توفير احتياجاته الأساسيّة من مأكل ومشرب ومسكن يدفعه إلى ارتكاب الجرائم، والمحرمات من أجل توفير الأموال كالسرقة، والنصب، فبالتالي يبتعد عن إطار أسرته، ويضعف قوامها وبنائها، وتبتعد بذلك عن الاستقرار والتنشئة السليمة.
المقوّمات الصحيةتعتبر الصحة من أهم العوامل التي تحقّق استمرارية حياة الأسرة وحفظ النسل، وحتى تتحقّق سلامة النسل، لا بدّ من تنظيمه بحيث تكون عمليّة الإنجاب على فترات منظّمة ومتباعدة، وذلك لضمان حالة صحيّة جيدة للأم وجنينها، ومن جهة أخرى لضمان قدرة الأسرة على إشباع حاجات الطفل المتنوّعة، فحين يتعرّض الفرد للمرض والتعب فإنّ ذلك يؤثر على أدائه ونشاطاته المختلفة، كما يؤثّر هذا العجز على مجرى حياته الأسريّة.
المقوّمات الاجتماعيةإنّ الحياة الأسرية تقوم على الترابط والتكيّف بين الأدوار الزوجية من ناحية الديمقراطية، والعواطف الوديّة، والإشباعات الجنسيّة، وتربية الأبناء أو المشاركة في تقسيم العمل والمشاركة في السلطة، فعندما يتحول الزوجان نحو الأبوة تبدأ المسؤوليات الكبيرة على عاتقهما تجاه أبنائهما، فالآباء الذين يتقاسمان المسؤولية في تربية الأبناء يساهمان في تنشئة الأسرة بشكل سليم ومستقرّ بعيداً عن الانحطاط والتفكك الأسري والضعف.
المقومات البيئيّة حيث إنّه لا تقوم الأسرة السليمة إلا من خلال توفر البيئة الطبيعية المناسبة، وما يتبع ذلك من توفّر المسكن الملائم والأمن، والمناخ الملائم، بحيث تخلو هذه البيئة من الكوارث الطبيعيّة كالأعاصير والزلازل وغيرها. المقوّمات الدينيةيؤلف الدين في أيّ مجتمع بين واجبات الأفراد وحقوقهم، كما أنّ الدين يحكم تصرّفات الفرد، ويضبطها، ويحافظ عليها من الانحطاط والضعف، والانحلال، والتفكك، كذلك يعتبر الدين قانون ونظام حياة متكامل من خلاله يوقع العقاب على كل من يتجاوز حدوده، ويتعدّى على حقوق الآخرين، لذا يعتبر التزام الأسرة بالدين وقوانينه من أهم المقوّمات التي تساعد في استقرار الأسرة ونموها بشكل سليم.
المقالات المتعلقة بمقومات استقرار الأسرة