مقال عن العناية بالمساجد

مقال عن العناية بالمساجد

المساجد

المساجد هي بيوت الله التي يجب على المسلمين جميعاً الحفاظ عليها، واحترام قدسيّتها العالية؛ فلها أهميّةً كبرَى فِي بناءِ المجتمعاتِ، ونشرِ العلمِ والثقافةِ، وتشييدِ صروحِ الحضارةِ السامية، لذلكَ كانَ أوّل عملٍ قامَ بهِ النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم بعدَ وصولِهِ إلَى المدينةِ المنوّرة هوَ بناءُ المسجدِ النبويّ، ولقد عَظّم الله الذين يُحافظون على المساجدِ، ويحرصون عليها حرصهم على أنفسهم وأبنائهم، وكتب لهم الأجر الكبير، حيث يقول سبحانهُ وتعالَى: (إِنَّما يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ باللهِ واليَوْمِ الآخرِ وأَقَامَ الصَّلاةَ وآتَى الزَّكاةَ) [التوبة: 18] وفي الأحاديث النبوية ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (مَن بَنى مَسجدًا للَّهِ كمِفحَصِ قَطاةٍ ، أو أصغرَ، بَنى اللَّهُ لَهُ بيتًا في الجنَّةِ) [صحيح ابن ماجه].

كيفية العناية بالمساجد

كثيراً ما نرى مسجداً قديماً متهالكاً وتُحيطه الأبنية، والمنازل الفخمة من كل صوب، في حين أن بيت الله هو الأعظم مكانةً لا يجد من يُرممه أو يساهم في إعادة بنائه، فمن هنا وجب على المسلم المُقتدِر الحرص على بيوت الله قائمةً ببناءٍ جيد ومظهر خارجي وداخلي حسن، تهابه العين وتُسرُّ به القلوب، فنجد أنّ فاعلي الخير من المؤمنين يشاركون في رفع مئذنة مسجد، أو بناء مرافقه، أو توسيعه ليحتمل المزيد من المصلين.

لا تقتصر العناية بالمساجد على الأمور السابقة، بل يجب على المسلم معرفة آداب الدخول إلى المسجد وهي الدخول على طهارة وحسن وضوء، ولبس الثياب النظيفة والتطيّب، وخفض الصوت داخله، والتحدّث بأدب مع المصلين والعاملين فيه، كما يجب على المصلّي أن يحافظ على نظافته الشخصية ولا يتوجّه إلى المسجد برائحة فم كريهة.

تُعتبر مسألة الحفاظ على نظافة المسجد من أهمّ الأمور؛ فنظافته مسؤوليّة تقع على كاهل كلّ مصلٍ، ولا يتحملها موظّف الأوقاف وحده فهو بيت الله وبيت للجميع، فلا ضير إن شارك المسلم بين حينٍ وآخر في تنظيف بلاط، وأرضيات المسجد، وسجاده، ومرافقه؛ من دورات المياه، والممرّات، وساحته الخارجيّة، ورفوف مكتبته، كما يجب عليه أن يحرص على تركه نظيفاً قبل المغادرة.

يقترف بعض الآباء خطأً حين يصطحبون أولادهم إلى المسجد دون تعليمهم آداب دخوله، وضوابط الصلاة والجلوس فيه؛ فترى بعض المصلين لا يكترثون لسلامة مقتنيات المسجد من أيدي أولادهم الأشقياء، وعدا عن تسبّب هؤلاء الفتية بالإزعاج والضوضاء التي تُنافي حرمة وقدسية المسجد، حيث يتوجب على الأهل تعليم أطفالهم آداب الدخول للمساجد، وكيفيّة الصلاة فيها منذ صغرهم.

المقالات المتعلقة بمقال عن العناية بالمساجد