مقالة عن بر الوالدين

مقالة عن بر الوالدين

بر الوالدين

بِرُّ الوالدين هو أقصى درجات الإحسان إليهما، ويضمُّ جميع الأفعال والأقوال التي تندرجُ تحتَ العناية والرعاية بهما، وإظهار الحبّ والاحترام لهما، وقد أكّد الإسلام على أهميّة برّ الوالدين والإحسان إليهما وقرنهما بعبادته -عزّ وجل-، كمأ جعلَه سبباً في دخول الجنة، وتفريج الهموم والكروب في الدنيا، فقد ذكر الله في كتابه العزيز بأنّ سبب نجاة أهل الكهف هو أنّ أحدَهم كان بارّاً بوالديه يقدّمهم على زوجتِه وأولاده.

كيفيّة التعامل مع الوالديْن

من المعلوم أنّ مَن يقدّمُ العون والمساعدة يستحقّ الشكر والتقدير، وبالتالي فإنّ الوالدين هما أحقُّ الناس بالشكر والتقدير والعرفان، وذلك لكثرة ما قدّما من عطاء وتفانٍ لأولادِهما ليقوى عودهمم ويرتقوا دون انتظار شكر أو منفعة، وبالتالي فإنّ لهم حقوقاً كثيرة على أبنائهم، ومنها:

  • تلبية أوامرهما وطاعتهما.
  • الإنفاق عليهما عندَ الحاجة.
  • خفض الصوت عند التحدّثِ إليْهما، واستخدام الكلمات الحسنة والطيّبة في الحديث إليهم.
  • إحسان معاملتهما عند الكبر، وعدم إظهار الضّيق أو الحرج من طلباتهما مهما كثرت أو تكرّرت.
  • الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة. قال تعالى: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: الآية: 24]
  • اختصاص الأمّ بالمزيد من الرعايةِ والعطف، وذلك لضعفِها وحاجتها، ونظراً لتعبها في الحمل والولادة، وسهرها عند مرض الأولاد وغيرها.
  • طلاقة الوجه وحسن المعاشرة.
  • التواضع إليهما، وتقديمهما في الكلام، وعدم المشي أمامهما احتراماً وإجلالاً لهما.
  • شكرهما على ما قدّماه ويقدّمانه، فشكرهم من شكر الله.
  • مجاهدة النفس برضاهما حتى وإن كانا غير مسلميْن امتثالاً لقوله تعالى: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [لقمان: الآية: 15]
  • عدم مناداتهما باسمهما.

أولى الإسلام برّ الوالدين مكانةً عظيمة، ودعا إلى تحقيقه بكلّ الوسائل والطرق، وقدّمه على الجهاد في سبيل الله، وليس على الوالديْن قصاصٌ، أو قطعٌ، أو قذفٌ في أولادهم، وليس للأبناء الحقّ في مطالبةِ والديْه بالدين، وللأب أن يأخذَ من مالٍ ولده ما شاءَ لقضاء حاجتِه، ولكن لا يحلّ له أن يأخذَ من مالٍ ابن ليعطي ابناً آخر دون رضا الابنِ الأول، وعند تعارضِ حقوق الوالديْن فحقّ الأم مقدّم، وعند زواج المرأة فحقُّ زوجِها مقدّمٌ على والديْها، أمّا عكس برّ الوالدين فهو العقوق، وهو من الكبائر التي تمنعُ المسلم من دخولِ الجنة.

المقالات المتعلقة بمقالة عن بر الوالدين