تعتبر وسائل الاتصال من الأدوات المهمة التي تربط المجتمعات البشريّة مع بعضها، كما تعتبر وسيلة مهمة لتعرّف الأفراد والجماعات على أحوال وأخبار وإنجازات الآخرين، وتطورت وسائل الاتصال بشكل كبير وسريع فأصبحنا نتفاجأ كلّ يوم باختراعات جديدة تزيد سرعة وإمكانيّة التواصل مع الآخرين.
قبل أكثر من عشرين عام تقريباً كنا نعرف من وسائل الاتصال الجرائد المطبوعة، والراديو، والتلفزيون المقروء، والمسموع، والمرئي ولم تكن هذه الوسائل منتشرة عند عموم الناس فكانت نسبة الأمية عالية، وكانت المعدات الأخرى تحتاج إلى كهرباء وغالبيّة المناطق تفتقر للكهرباء، ولهذه الأسباب كان تأثيرها محصوراً بطبقة الأغنياء من المجتمع، وعلاوة على قلة انتشارها فهي وسائل بطيئة جداً وتفتقر إلى عنصر التشويق؛ فالتلفزيون كان باللونين الأبيض والأسود فقط، كما كان يحتاج إلى رفع شبكة على سطح المنزل والانتقال من محطة إلى أخرى يحتاج إلى تغيير اتجاه الشبكة الهوائي وعدد المحطات التي يسقبلها الجهاز لا تتعدى ثلاث أو أربع محطات، أما الراديو فلم يكن وضعه أفضل فكان يعمل على البطاريات الجافة ويلحق به أنتين مرتفع لالتقاط المحطة.
كان وضع الجرائد فكانت تكتب على ورق رديء، وكان انتشارها يقتصر على المدن فقط وعلى طبقة المتعلمين، فكانت نسب الأميّة مرتفعة بين الناس لدرجة أنّ قراءة الجريدة كان ينظر إليها على أنّها نوع من الرفاهية.
تطورت وسائل الاتصال خلال هذا القرن بشكل كبير بل ومذهل، فإذا حاولنا المقارنة بين هذه الوسائل والأدوات ووسائل الاتصال القديمة فليس هناك أي وجه مقارنة بين المرحلتين؛ حيث كانت الوسائل القديمة تعتمد على تلقي الخبر أو المعلومة بينما اليوم المشاهد، أو المستمع، أو القارئ هو من يصنع المعلومة، وهناك تفاعل بين المتلقي والمُلقي، فأصبحت وسائل الإعلام الحديثة هي التي تصنع الأحداث من خلال تأثيرها بالرأي العام وتغيير اتجاهات الناس وقناعاتهم.
يبثّ التلفزيون برامجه من خلال الأقمار الصناعيّة بحيث يستقبل الجهاز العادي مئات المحطات يشاهدها أفراد العائلة وهم في مجالسهم، والانتقال من قناة وأخرى لا يحتاج إلى النهوض من المقعد بل من خلال الريموت كونترول، فتتنقل بين مئات المحطات تسمع وتشاهد ما يجري في العالم.
استطاع الهاتف النقال أنّ يحلّ محل الهاتف السلكيّ العاديّ، بل أصبح الهاتف على صغر حجمه يحتوي على خدمات هائلة تمكّن الشخص من الاتصال بأيّ بقعة في العالم خاصة مع تنوّع وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك أصبح الانترنت جامعاً لكلّ وسائل الاتصال وانتشر بين الناس بسرعة الخيال وتطور بشكل سريع، فعند القول إنّ العالم أصبح عبارة عن قرية صغيرةٍ ليس مجازاً بل هو الحقيقة، إذ إنّ الاتصال بقارات العالم لا يحتاج لأكثر من كبسة زر، كما أصبح نقل الأخبار والأحداث أسرع من أيّ تصور، فمن الممكن أن تسمع حدثاً في دولة بعيدة عنك قبل أن يسمع الخبر سكان تلك الدولة، بسبب التنافس الكبير بين وسائل الإعلام لكسب ثقة المواطن.
المقالات المتعلقة بمقارنة بين وسائل الاتصال قديماً وحديثاً