الصلاة هي ركن مهم من أركان الدّين الإسلاميّ، وتقام الصلاة إمّا بشكل فردي أو مع الجماعة، ويطلق على الصّلاة التي يؤديها المسلم مع جماعة أقلها اثنين في أيّ مكان طاهر يصلح للصلاة مصطلح صلاة الجماعة، فمن الصّلوات التي يؤديها المسلم في جماعة مع المسلمين هي الصّلوات الخمس المفروضة وهي صلاة الفجر، والظّهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وكذلك صلاة الجمعة في يوم الجمعة من كل أسبوع، وصلاة عيد الفطر وعيد الأضحى، وصلاة الخسوف والكسوف، وصلاة الاستسقاء، وصلاة التّهجد، وصلاة الجنازة.
فضل صلاة الجماعةاتّفق جميع فقهاء الأمّة الإسلاميّة على فضل صلاة الجماعة إذ تفوق أجر صلاة الفرد بخمس وعشرين درجة، لما ورد عن قوله صلّى الله عليه وسلم: (صلاةُ الرجلِ في الجماعةِ تُضَعَّفُ على صلاتِه في بيتِه، وفي سُوقِه، خمسًا وعشرين ضِعفًا، وذلك أنّه: إذا توضَّأَ فأحسَنَ الوُضوءَ، ثم خرَج إلى المسجدِ، لا يُخرِجُه إلا الصلاةُ، لم يَخطُ خُطوَةً، إلا رُفِعَتْ له بها درجةٌ، وحُطَّ عنه بها خَطيئَةٌ، فإذا صلَّى، لم تَزَلْ الملائكةُ تصلي عليه، ما دام في مُصَلَّاه : اللهم صلِّ عليه، اللهم ارحَمْه، ولا يَزالُ أحدُكم في صلاةٍ ما انتَظَر الصلاةَ)[صحيح البخاري].
كيفيّة أداء صلاة الجماعةورد عن النبيّ صلى الله عليه وسلم الكثيرُ من الأحاديث في شأن صلاة الجماعة أو الصّلاة خلف الإمام، فعن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عَنْه، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: (إنما الإمامُ ليؤتمَّ به، فلا تختلِفوا عليه، فإذا كبَّر فكبِّروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمِع اللهُ لمنْ حمِدَ، فقولوا: اللهمَّ ! ربَّنا لك الحمدُ، وإذا سجد فاسجُدوا، وإذا صلَّى جالسًا فصلُّوا جلوساً أجمعونَ) [رواه البخاري ومسلم].
يتبيّن في هذا الحديث أنّه يجب على المأموم الاقتداء بالإمام في كلّ حركاته كما يفعل، وصلاة الجماعة كأي صلاة أخرى، تبدأ بتكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة ثم الرّكوع والرّفع منه والسّجود حتّى يصل الإمام إلى التشهّد الأخير، ثم التّسليم، ويشترط قبل هذا أن تكون صفوف المصلين مستقيمة مستوية لا يتخلّلها الشيطان.
يجب على المأموم أن ينصت لقراءة الإمام في قلبه، ولا يجوز أن يجهر في صلاة الجماعة مُطلقاً حتى وإن كانت الصّلاة جهراً كصلاة الفجر والمغرب والعشاء، فقط يجهر كلمة آمين بصوت مرتفع عندما يقول الإمام آمين بعد انتهائه من قراءة سورة الفاتحة، وأن يقول كما رود في الحديث: ربنا لك الحمد إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده.
من أحوال صلاة الجماعة في حال إذا أدرك المأموم الإمام وهو يصلي، فعليه أن يصلي حيث الإمام في موضعه من الصلاة؛ لأنّه من أدرك الرّكوع مع الجماعة حتى إن فاتته القراءة فقد أدرك ركعة، وبعد أن يفرغ الإمام من صلاته يقوم المصلي بأداء ما فاته من الصّلاة.
المقالات المتعلقة بمفهوم صلاة الجماعة