التسيير يُعبّر بصورةٍ مباشرة عن حشد الجهود نحو تدبير وتنظيم الأمور المُتعلّقة بالأشخاص في مُحيطٍ محدد، بما في ذلك إرشادهم وتوجيههم وقيادتهم نحو الأفضل، وذلك بناءً على وَضع خططٍ واضحةٍ ومدروسةٍ، وتنفيذها بصورةٍ سليمةٍ، بحيث تضمّ هذه الخُطط مجموعةً من الأهداف الواضحة والمحدّدة، وتُقسّم هذه الأهداف إلى أهداف بعيدة، ومتوّسطة، وقريبة الأجل، والتيسير يتضمّن ثلاثة مقوماتٍ رئيسيّة وهي الأفراد، والموارد، والأهداف. سنعرض المفاهيم التي تُعبّر بصورةٍ دقيقةٍ عن فرع تسيير الموارد البشريّة الذي يندرج تحت حقل الإدارة الحديثة.
مفاهيم تسيير الموارد البشرية - هي أحد أبرز الأنشطة الإداريّة التي تُعنى بشكلٍ رئيسيّ في الاهتمام بالموارد البشريّة على وجه التحديد، أي بالعنصر الإنسانيّ في المنظّمات التي تنقسم الموارد فيها إلى ثلاثة أقسام رئيسيّة تتمثّل في كلٍّ من الموارد الماديّة، والطبيعيّة، والبشريّة؛ بحيث تقع على عاتقها العديد من المسؤوليات التي تبدأ من عملية توظيف الكوادر الجديدة حسب متطلبات واحتياجات المنظمة، انتقالاً إلى تدريبهم وتعليمهم مبادىء العمل، وكذلك تطويرهم وتأهيلهم ليصبحوا عناصر فاعلة في العمل، علماً أنّ دائرة الموارد البشريّة تُشرف على كافّة الأقسام والدوائر في المنظّمة، بما في ذلك الماليّة والتسويق والأقسام الإدارية.
- هي تلك العملية التي محورها الموظّف أو العامل في المؤسسة، وتعتمد في تنفيذ جميع إجراءاتها الإداريّة على وجود إدارةٍ فاعلةٍ، قادرة على القيادة والمتابعة والإشراف والرقابة وتكون قدوةً حسنةً للآخرين؛ فالمدراء الجيدون في هذا المجال يُحقّقون النتائج من العمل مع ومن خلال الآخرين، وذلك من منطلق أنّ الإدارة هي عملية العمل مع الآخرين لتحقيق أهداف المؤسسة، وهذا يتطلّب تطوّراً مستمرّاً للأداء، أساسه العنصر البشريّ الذي هو المورد الأهمّ، والقادر على تَوظيف الموارد الأخرى ومواجهة التحدّيات من خلال عمليّةٍ مستمرة.
- هي العملية التي تعتمد على أساس التنظيم الوظيفيّ الهيكلي، والتي يتمّ من خلالها التطبيق الحازم للتسلسل الوظيفيّ باتخاذ القرار والتنفيذ، وبدرجة عالية من المركزيّة، مع أدلة إجراءاتٍ تتسم بالدقة والوضوح، وتستند في عمليّاتها إلى البراعة، والقُدرة، والسلاسة، والكفاءة، والانسجام مع الأهداف المحدّدة واحترام الجداول الزمنيّة المحددة والرسميّات، ويؤدّي ذلك إلى اتّباع إجراءات ضبطٍ داخليّة يُعتمد عليها، وأدواتٍ لقياس الأداء والمراجعة والتدقيق بحيث تُطبّق بصرامة.
في الختام يَجدر بالذكر أنّ العمل في دوائر الموارد البشرية يتطلّب جُملةً من القُدرات والمهارات والمؤهلّات العلمية والعمليّة التي تُمكّن القادة والمدراء والقائمين على هذه الأقسام وموظّفيهم من تطبيق مبادىء الإدارة السليمة للعنصر البشري، من أجل تحقيق أقصى فائدة ممكنة من استثمار هذا العنصر تحديداً، والذي يُشكّل الأداة الحتمية لنجاح العمل في المؤسسات، ولتحريك العناصر المادية فيها نحو تَحقيق الأهداف المرجوّة.