المجتمع الإسلاميّ يتميّز المجتمعُ الإسلاميّ عن غيره من المجتمعات بكثيرٍ من الخصائص، وحينما نتحدّثُ عن المجتمع الإسلامي فإنّنا لا نتحدثُ بلا شكّ عن مجتمعاتنا المعاصرة التي انسلخت عن هويتها الإسلاميّة، وابتعد كثيرٌ منها عن تعاليم الدّين وتوجيهات الشّريعة الإسلاميّة ومنهجها في الحياة، وإنّما نتحدّث عن المجتمع الإسلامي الذي يعتبرُ القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة المطهّرة أبرزَ المصادر والمراجع التي يستند إليها في تشكيل هويته وثقافته وتحديد طبيعة وشكل العلاقات الاجتماعيّة فيّه، وهو المجتمع الذي تحكم أفراده توجيهات الشّريعة وأخلاقيّات الدّين وقيم الإنسانيّة ومثلها العليا.
خصائص المجتمع الإسلاميّ - يتميّز المجتمعُ الإسلامي أنّه يستندُ إلى مرجعيّة أخلاقيّة وقيميّة مستمدّة من الكتاب والسّنّة التي هي مصدرها الله تعالى الذي شرع للبشر ما يزكّي أنفسهم، ويسمو بأخلاقهم ويرتقي بها، ويوطّد علاقات النّاس بعضهم البعض بروابط العقيدة والأخوّة الإنسانيّة، فالمجتمع الإسلامي هو مجتمعٌ ربّاني بخلاف المجتمعات الغربيّة التي ابتعدت عن أخلاقيّات الشّريعة وتعاليم الدّين وركنت إلى شرائع وضعيّة لم تزدها إلاّ خسارةً وانحطاطا في الأخلاق والقيم.
- أنّ المجتمع الإسلامي مجتمعٌ لا يعرف التّمييز بين البشر بناء على ألوانهم أو أعراقهم، فكلّ أفراد المجتمع الإسلامي هم سواسية لا تمييز بينهم، فهم كما شبّههم النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- في الحديث الشّريف كأسنان المشط، حيث لا يوجدُ اختلاف أو تباين بينها.
- أنّ المجتمع الإسلامي هو مجتمعٌ متكافل مترابط، فأفراد المجتمع الإسلامي يتكافلون فيما بينهم ويسعون لخدمة أنفسهم وقضاء حاجاتهم ملتمسين من وراء ذلك الأجر والثّواب من الله تعالى، وإنّ هذا الترابط والتّكافل بلا شكّ يعطي المجتمع الإسلامي القوّة والمنعة اتجاه المخطّطات التي تحاك ضدّه من قبل الأعداء فلا يستطيعون التّسلل إليه لأنّ جميع الأفراد فيه على قلب رجلٍ واحد.
- أنّ المجتمع الإسلامي هو مجتمعٌ مدركٌ لأهميّة العمل والإنتاج ودورها في نهضة الأمّة وتقدّمها، لذلك ترى كلّ فردٍ في المجتمع الإسلامي يعمل بجد ويتعاون مع غيره في الأعمال التي تتطلب العمل الجماعيّ.
- أنّ المجتمع الإسلامي هو مجتمعٌ تشيعُ بين أفرادِه معاني المحبّة والمودّة والرّحمة، وهو مجتمعٌ لا يعرف الشّحناء والبغضاء والحسد وغير ذلك من آفات النّفس المدمّرة لوحدة المجتمعات وتماسكها.
- أنّ المجتمع الإسلامي له هويته الخاصّة وثقافته المميّزة الذي يسعى للحفاظ عليها وتعريفها للعالم، وهو ليس بالمجتمع الذي يتبع أفراده تقاليد وأعراف المجتمعات الأخرى.
- أنّ المجتمع الإسلامي يدركُ أسباب القوّة فيأخذ بها، ومن تلك الأسباب الإعداد الماديّ والبدني الذي يرهب أعداء الله والدّين ويحافظ على أمن المجتمع واستقراره.