ما هو الضمير

ما هو الضمير

 

الضمير لغة مشتقة من الفعل أضمر و أضمر معناها أخفى في سره أمراً لا يطلع عليه غيره، و قيل ضمير لأنّه ما وقر في نفسك و لا يستطيع غيرك معرفته، فالضمير شيء مخفي داخل النفس، و هو بأبسط تعريفاته الإستعداد الفطري السليم للتفرقة بين الحق و الباطل و التفرقة بين الصواب و الخطأ، و إستحسان الحسن و إستقباح القبيح.

نجد مما سبق أنّ كلمة ضمير هي عين ما يشير إليه الدين الإسلامي الحنيف بما يسميه الفطرة السليمة، فالله عز و جل وضع في كل نفس تلك الفطرة التي تساعدها على إستحسان الحسن و إستقباح القبيح، و ذلك حتى تكون لها عوناً في قبول الهدي الرباني، أمّا من إتّبع وساوس الشيطان و إتّبع هواه في ذلك فإنه سيتلف تلك الفطرة السليمة و ستنقلب موازين الأمور لديه فتراه يصنع القبيح و يوهم نفسه أنّه حسن، و لا يصنع الحسن مقنعاً نفسه أنّ ذلك قبيح، و إنّه باق على ذلك حتى تدركه توبة فيستفيق و يعود لصوابه و فطرته السليمة ، و هنا يقول البعض ( صحوة الضمير ) أو ( تأنيب الضمير ) أو ما يشار إليه في ديننا الحنيف بالنفس اللّوامة، حيث يبدأ بالرّجوع عن الخطأ و الإبتعاد عن السوء و الإنصياع إلى الحق و الصواب.

الضمير مصطلح عالمي و ليس مقصوراً على شعب من الشعوب أو لغة من اللغات، فتجد له مرادفا في كل لغات العالم الحية، ذلك أن مفهومه مترسخ في الأذهان وجوباً، ففطرة الله تعالى نحو إتّباع الحق و نبذ الباطل موجودة في البشر جميعاً، لذلك مستحيل أن يقول عاقل أن قتل طفل عمره عامين مثلا ًدون سبب أنّه فعل جيد! أو يقول أن مساعدة ضرير عاجز مقعد بإعطاءه طعام أنّ ذلك فعل سيء! فضمير ذلك الشخص يوعز له بما يجب فعله و ما لا يجب، لذا يقال لمن يعمد إلى السوء و فعله بالآخرين أنّه عديم الضمير، و المقصود أنّ فطرته قد تلوثت بوساوس الشيطان، فعليه الرجوع بنبذ وساوس الشيطان حتى يصحى ضميره من جديد.

 

المقالات المتعلقة بما هو الضمير